على مدى الفترة السابقة خصصت مجموعة من المقالات للحديث عما فقدنا من أبعاد روحية ودينية وأخلاقية مرتبطة بشهر رمضان المبارك، وما طرأ من تغييرات جوهرية في سلوكياتنا خلال الشهر الفضيل، بسبب ما أحدثته وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من اهتمام بالمظاهر، والبعد عن جوهر هذا الشهر.

ولكني لا أنكركم أنني مازلت أرى بعض أمل في ممارسة قليلة لاتزال قائمة في مجتمعنا البحريني، حيث يحرص الآباء والأجداد على تعزيز قيم هذا الشهر عبر استمرار العادات والتقاليد الأصيلة، والتي تعبر بشكل جلي عن قيم هذا المجتمع وما توارثه الأبناء من الآباء والأجداد.

ولاشك أن المجالس الرمضانية، كبيرها وصغيرها، هي إحدى تلك العادات الجميلة، وتعبر أصدق تعبير عن تكاتف أبناء المجتمع وتواصلهم، إلى جانب ما تحمله من أهمية في تواصل الأجيال ونقل الخبرات والتجارب إلى فئة الشباب، إضافة إلى ما تشهده من مناقشات للشأن العام.

ولاشك أن عادة سمو ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله بزيارة المجالس الرمضانية تعبر أصدق تعبير عن حرص سموه على تعزيز التواصل مع أبناء المجتمع والتعرف عن قرب على أفكارهم وآرائهم في مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطن.

إضافة إلى كل ذلك، فإن زيارات سموه إلى مختلف المجالس تؤشر أيضاً إلى ما تشكله هذه المجالس من أهمية في الحفاظ على قيم المجتمع وموروثاته المتداولة منذ سنوات طويلة، وهي بالتأكيد مساهمة حقيقية في الحفاظ على عادات وروح رمضان الشعبية الجميلة التي نشأ عليها الأجداد والآباء.

كما أن هذه الزيارات تأتي في إطار حرص سموه على تكريس التواصل مع أبناء البحرين، والتأكيد على عادات المجتمع البحريني الأصيلة في الشهر الفضيل المستمدة من روح الدين الإسلامي الحنيف.

روح البحرين الأصيلة تتجلى بشكلها الحقيقي والأجمل في مئات المجالس الممتدة على طول وعرض هذا الوطن، وهي تحتضن كافة فئات المجتمع؛ يتواصلون ويتناقشون ويتبادلون الخبرات والمعلومات، إنها الروح الأصيلة لمجتمع التعايش والتكاتف، تتجلى في شهر الخير والبركة، والتي نأمل أن تتواصل لما بعد الشهر الفضيل، حتى يبقى هذا الوطن، كما كان على الدوام، موحداً متكاتفاً وعاقداً العزم على المزيد من النهضة والتطور والازدهار.

إضاءة

«لن يحمي هذا الوطن إلا تكاتفه والاحترام المتبادل، والعمل بعزيمة صادقة للدفع قدماً بمسيرة الوطن ونمائه تحت قيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبإرادة وطنية مخلصة أكدت قوة تماسك نسيجنا الاجتماعي وهويتنا الراسخة». «سمو ولي العهد رئيس الوزراء - يوليو 2015».