هل ستتوسع منظمة بريكس ثانية بعد أن ضمت 6 دول جديدة؟! إن مؤسسي بريكس (جنوب أفريقيا وروسيا والصين والهند والبرازيل) يسعون في تقليص هيمنة الدولار على العالم، خصوصاً بعد انضمام 6 دول منهم السعودية والإمارات ومصر، فما هي إلا بداية لتوسع المنظمة في العالم، وانضمام مجموعة أولى من الدول العربية الغنية بالبترول إلى جانب روسيا ثاني أكبر مصدر ما هي إلا خطوة من أجل نزع هيمنة الدولار على الأسواق العالمية.

فمن ضمن السياسات التي أعلنتها البنوك المركزية لأعضاء المنظمة.. اعتماد العملات المحلية في المبادلات فيما بينها، وإن لم يكن معلناً إلا أنها ستشكل مجموعة ضغط على الأمم المتحدة من أجل قوانين أكثر عدالة خصوصاً في القضايا الاقتصادية، فالعالم يرى أن الوصاية الغربية عليه، أو سياسة الشرطي الأوحد لم تجلب السلام، ولم تجلب الرخاء على العالم في ظل سياسات لا تهتم سوى بفئة محدودة من البشر.

فهل تدق الدول العربية المسمار الأخير في نعش الدولار، كما أنقذته في بداية السبعينات باعتماد سياسة البترو-دولار؟!!!

لا شيء مستبعد في ظل التباعد وشعور الدول العربية بأن ميزان الاعتماد على الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة أصبح مختلاً، وأن مصلحة الدول العربية أن تتخلى عن جميع الصراعات في محيطها والتركيز على السلام الذي يساهم في تفعيل أدوات التنمية المستدامة.

إن دول العالم أصبحت تشعر بالقلق من الاعتماد على الدولار فبدأت العديد من الدول التوسع في اقتناء الذهب، وهذا ما ساعد روسيا في تخفيف وطأة العقوبات الغربية أثناء حربها مع أوكرانيا، ومن بعدها الصين التي تزيد من احتياطات الذهب لديها شهراً بعد شهر، وتحذو حذوها العديد من الدول لشعورهم بنفس مسببات القلق، وما ارتفاع فوائد السندات الأمريكية إلا محاولة لإنقاذ هيمنتها، ولكن هل سيستطيع الدولار الاحتفاظ بهيمنته، وهل لو توسعت بريكس أكثر، وقام أعضاؤها بمبادلة النفط بالعملات المحلية مع روسيا والدول العربية، فتقوض اتفاق البترو-دولار.

إنها بداية لفقد الدولار لهيمنته على العالم وليست نهايته، فاحتياطات دول العالم التي بالدولار والسندات الأمريكية المملوكة للعديد من الدول، تجعل هذه الدول تساهم مع الولايات المتحدة في الحيلولة دون انهياره السريع، فالعديد من الدول الآن تعمل على التخارج من الاعتماد على الدولار مثل أعضاء بريكس وأبدت أكثر من 40 دولة رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، وتمثل بريكس بتركيبتها الراهنة 40% من سكان الأرض وربع الاقتصاد العالمي آملين في إيجاد بديل لنظام عالمي تهيمن عليه القوى الغربية.