«شهاداته ممتازة، وأفكاره جديدة وحماسه عالٍ.. ولكنني للأسف لا أستطيع توظيفه، لأنه بعده شاب وسنه صغير، وما عنده خبرة كبيرة في مجال عملنا»؛ كانت هذه المبررات التي ساقها أحد أصحاب المؤسسات التجارية لرفض تعيين أحد الشباب في مؤسسته، حسب ما قالت لي صديقتي مديرة الموارد البشرية في ذات المؤسسة.

وتضيف «الشاب متخرج من إحدى أعرق الجامعات في العالم، ويتحدث ثلاث لغات، ولديه حماسة وأفكار إبداعية ومهارات لا يمكن أن تجدها في كثير من أصحاب الخبرة، بل أجزم أنه يمكنه إدارة خمس مؤسسات منفرداً».

استذكرت هذه الحادثة، وأنا أتابع احتفالات العالم بيوم الشباب الدولي، حيث استوقفتني كثير من قصص النجاح التي حققها شبابنا وفي مختلف المجالات، وأغلبهم اعتمد على إمكانياته الذاتية، حتى تحولوا من طلاب وظائف في مؤسسات عامة أو خاصة إلى رواد أعمال وأصحاب مشاريع إبداعية، ليس على المستوى المحلي فحسب؛ بل على المستوى الإقليمي والدولي.

للأسف الشديد؛ لايزال في مؤسساتنا من هو على شاكلة هذا المدير، بل ربما أسوأ من ذلك، حيث يعمد البعض للوقوف في وجه الشباب وإقفال الأبواب أمامهم اعتقاداً أنهم غير مؤهلين أو غير قادرين على ممارسة العمل، وربما عدم ثقة في قدرة الشباب على الإبداع والتميز.

وهنا لا بد لي أن أطرح سؤالاً على هذا المدير وأمثاله؛ ألم تكن في يوم من الأيام شاباً وسعيت بكل جهد لتحقيق طموحاتك وأحلامك؟ ألم تتخيل في يوم من الأيام أنك ستغادر منصبك ليديره من بعدك شاب؟، ثم كيف لشبابنا أن يتمرسوا في العمل ويكتسبوا الخبرات إذا لم تتح لهم الفرص وتفتح لهم الأبواب للتعليم؟

نحمد الله أن أمثال هذا المدير قليلون جداً في مؤسساتنا، سواء الحكومية أو الخاصة، والدليل على ذلك ما نراه اليوم من الانطلاقة المبهرة للشباب في مختلف القطاعات، وما يحظى به جيل الشباب من عناية ورعاية واهتمام، خصوصاً من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث أصبح الشباب يمثلون النسبة الكبيرة في قيادة مختلف مؤسسات الدولة، بما فيها المناصب الوزارية، إلى جانب ما تتيحه لهم المؤسسات الحكومية الخاصة من فرص تدريبية، وما توفره من إمكانات لإطلاق قدراتهم وإظهار إبداعاتهم.

الرهان الحقيقي اليوم هو على الشباب، قادة المستقبل، وشبابنا يثبتون كل يوم أنهم على قدر المسؤولية بما يحققونه من إنجازات شملت كل القطاعات.

فكل عام وشباب البحرين بألف خير.. وإلى مزيد من النجاح والإبداع والتمييز..

على فكرة؛ الشاب صاحب القصة في بداية المقالة، لديه اليوم مؤسسته الخاصة، والتي تدر عليه دخلاً يعادل أكثر من 10 أضعاف راتب المؤسسة التي رفضت تعيينه.

إضاءة

«يُظهر استطلاع أن 67٪ من الناس يؤمنون بمستقبل أفضل، وأن الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً هم الأكثر تفاؤلاً». «الأمم المتحدة».