أنصح بأن يكون لدينا إدارة في وزارة الصناعة والتجارة متفرغة فقط لتذليل العقبات للتاجر البحريني أمام دخوله السوق السعودي؛ فالأمر يستحق.

لندخل في الموضوع:
أتابع على تطبيق التيك توك حساباً لشخصية كويتية يدعى «خليفة المزين» من الشباب الكويتي الذي يدعو لاقتحام السوق السعودي والاستفادة منه بطريقة مشوقة جداً وعقلانية ومنطقية ومقنعة، يحدثك بالأرقام والإحصائيات والمعلومات موثوقة المصادر وعن تجربته الخاصة في دخول هذا السوق باستثمارات فردية، ويؤكد أن الرياض أصبحت مركزاً ونقطة جذب وتنافس عالمية لا خليجية فقط، ورؤيتها الاقتصادية تتحقق وتتجاوز بمعدلاتها ما كان متوقعاً ويقارن بينها وبين الإمارات وكيف أن ما يميز الرؤية السعودية هي المحافظة على الهوية الوطنية السعودية بشكل رئيسي بكل عناصرها.

الكويتي خليفة المزين أنصح الشباب البحريني بمتابعته والاستفادة من تجاربه في الدخول للسوق السعودي وفرزه للقطاعات المستقبلية الواعدة فيه، لأنه يقدم قراءة تخصصية بأسلوبه السهل الممتنع، ولأنه من الكويتيين الذين يتمتعون بأريحية في الإقرار بالحق حتى لو «زعل» منه الكويتيون!
أما في البحرين فقد عقدت أمس وزارة الصناعة والتجارة في البحرين لقاءً ضم مجموعة من أصحاب المصانع البحرينية بالتعاون مع غرفة البحرين لتعريفهم بالفرص المتاحة لهم لدخول السوق السعودي، وذلك لأن المملكة العربية السعودية بها نمو اقتصادي -ما شاء الله- كبير وسريع والأجمل أن السوق السعودي قادر على استيعاب دخول التاجر الخليجي والحصول على حصة مما يحققه هذا السوق من أرباح، والكرة الآن في ملعب التاجر الخليجي، وبالأخص البحريني الذي منح عدة امتيازات نتيجة جهد اللجنة التنسيقية البحرينية السعودية التي سعت لتعبيد الطريق أمام البحريني ومنحه الأفضلية.

وهناك شباب بحريني سلك هذا الطريق ونجح في الوصول والاستفادة من السوق السعودي وتجاربهم ملهمة ويمكن أن تكون قصصاً للذين ينوون السير في هذا الاتجاه.

الطريق ليس معبداً تماماً، وهناك تحديات كبيرة، ويحتاج الأمر صبراً وإصراراً وطول بال ومثلما وصل شباب تراجع شباب آخرون لأنهم رأوا أن الأمر ليس سهلاً كما كانوا يظنون، إنما الواقع أن تلك التحديات يواجهها الشاب السعودي أيضاً نتيجة التغيرات التنظيمية والتشريعية التي جرت في السعودية مؤخراً، ونتيجة الهوة التي بين المشرع والمعنيين بتطبيق تلك المتغيرات ونتيجة الثقافة القديمة التي تستصعب هذه المستجدات، وكلها أمور طبيعية ومتوقعة، إنما الذين وصلوا من البحرينيين وبدؤوا يجنون الثمار أمثلة حية بالإمكان أن يستفيد منها الجدد الذين ينوون التحرك.

لذلك كله فإن الأمر يستحق فعلاً أن تفرغ وزارة الصناعة والتجارة بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة البحرين موظفين مهمتهم فقط تسهيل دخول التجار والمصنعيين البحرينيين ودراسة القطاعات المتاحة والواعدة وتذليل العقبات ورفع التوصيات إلى اللجنة التنسيقية.