- هي حكاية من الحكايات، تُعطينا الأمل والنظرات الإيجابية للحياة، تُعطينا الراحة التي نتطلع إليها، وإلى تلك الصور المُضيئة التي تختفي أحياناً من ذاكرتنا في مسيرنا. حكاية ما زلنا ننتظر بقية فصولها، ونبحث بشغف عن تلك النقاط الجميلة بين ثنايا السطور.

نتابع بتأمل واهتمام مشاهدها، ونتفرج على كل ملامحها لنحسن في كل لحظاتها ومستقبلها صياغة مشاعرنا وأحاسيسنا المُتلهفة لمعاني العطاء والأثر الجميل.

هي حكاية يجب أن نُعيد سوانح الإحسان في إضاءاتها، والإخلاص في نواياها، والتحدي في كل تجاربها، والإيمان بالمبدأ في أهدافها، والنبل والأخلاق في معاملاتها، ونقاء السريرة في مراتب تفكيرها، والسكينة في أعماق قلبها. هي كذلك يجب أن تكون «حكاية جديدة» وانطلاقة أجمل في ميادين الخير، وفي أنفاس الحياة المُتبقية، حتى لا تقف السطور عند علامات التعجب والاستفهام المُبهمة، بل نكتب من ورائها أجمل سُحب التمني والأحلام التي نرى تحقيقها في الأفق القريب، ونرى الابتسامات المُتلهفة للخير تتعدد من أجل «جبر خواطرك» وتحقيق شغف الحياة والإلهام المسكو بتوفيق المولى الكريم ورزقه المدرار.

- جميلة هي لقاءات الدردشة التي تستطيع من خلالها توصيل رؤيتك ورسالتك وخبراتك الحياتية بكل أريحية وبلا تكلّف وبلا فلسفة ونظريات تُهدر الأوقات بلا فائدة مرجوة. مثل هذه اللقاءات المُثرية تساهم في نشر الأثر في نفوس الآخرين المُتعطشين للتغيير، وبخاصة الفئة الشبابية المُقبلة على الحياة، وبصورة أخص تلك الفئة التي مرت بظروف حياتية قاهرة ألزمتها أن تتراجع قليلاً عن إيجابية الحياة وعطاءات التحدي.

كانت لي الفرصة للالتقاء بعدد من طلبة وطالبات المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في لقاء دردشة مفتوح بعنوان «لقاء مع قائد». اللقاء كان عبارة عن إضاءات السريعة على «مسير الحياة» ومسير العطاء الذي امتد إلى السنوات الأولى من المراحلة الابتدائية، فهكذا يُصنع الشغف ويُصنع التحدي وتُصنع حكاية التميز الحياتية. إضاءات بسيطة وفقني الله تعالى إليها لإيصال فكرة بسيطة وهي محور التغيير «كيف تبني أثرك في الحياة»، وأثر الدقيقة وقيم المسير التي ينبغي الالتزام بها حتى نصنع التغيير الحقيقي في حياتنا. المجموعة الشبابية التي التقيت بها جداً إيجابية، خرجنا من بعدها بعبارات حياتية جميلة ستكون شعار كل شاب في قابل الأيام، وخرجنا بسيرة ذاتية للمشاعر كتبها الشباب لتكون لهم نبراساً في المسير. هكذا يصنع التغيير بمثل هذه اللقاءات الإيجابية مع خبراء الحياة، بعيداً عن الفلسفات العقيمة، فرب كلمة بسيطة وحكمة بالغة تساهم في تغيير حياة شاب لا يعرف طريقه للتغيير.

- نتأمل أن تكون إسهاماتنا الحياتية أكثر عُمقاً في محتواها، وأكثر جدية في مساراتها، فلا فائدة من التفكير المُبالغ فيه، والأفكار المرسومة على الورق، إن لم تكن هناك جدية في التنفيذ، وفي تبني المشروعات الحياتية ذات الأثر المُستدام، كما أنه لا نجاح بلا عثرات، ولا داعي للتفكير السلبي والخوف المُبالغ فيه عند الانخراط في تجارب الحياة الإيجابية الجديدة. يقول د. عبدالرحمن السميط رحمه الله: «لا نجاح أبداً بدون الفشل، النملة لا تستطيع أن تتسلق الحائط بدون أن تسقط أكثر من مرة، والطريق إلى النجاح دائماً يمر بمحطات من الفشل، ولا خير فيمن يستسلم من المعركة الأولى».

- دائماً ما أرى أهمية العمل المُتجانس القائم على الرؤية الواحدة، والقائم على تبادل المنافع والإحساس بأهمية النجاح الفريقي وليس الشخصي، فهو المسار الأنسب في نجاح التجارب الإدارية في تحقيق غاياتها، بشرط تناسق الأدوات والانسجام في مسارات الموارد البشرية. هناك حلقات مفقودة في بعض المشروعات التي لا يُكتب لها النجاح الحقيقي ولا استمرارية العطاء، لو استطعنا أن نصلها بغيرها من الحلقات المترابطة، لاستطعنا أن نحقق مخرجات مُثمرة قوية تنهض بالمؤسسات نحو التقدم المنشود والازدهار في المجتمع وترك الأثر المرجو. الأسلوب الأمثل في التغيير وإثراء التجاب الإدارية، يتمحور في التقليل من كمية الأهداف الاستراتيجية والتركيز على الأثر والمخرجات النوعية المطلوبة، والتنفيذ الآني الذي يضمن الانطلاقة الحقيقية لتغيير أسلوب العمل.

- هناك أفراد يُحبون لك الخير، وإن ابتعدوا قليلًا عنك أو أساؤوا الظنون، فإنهم سُرعان ما تراهم يطلبون وُدك ويُحاولون تغيير ما مضى من آلام الحياة. هذه هي الأحاسيس الإيجابية المُرهفة المطلوبة القائمة على المحبة الحقيقية الخالصة لوجه الله تعالى، لذا فإنه من الواجب أن يتخير المرء «خليله»، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل». فالخليل هو الجليس الصالح الذي لا يرضى لك إلا بالخير، ويُزعجه إن رآك حزيناً أو مغموماً، لا يقبل أن يُنقل عنك أي سوء، ولا يظن فيك أي مظنة سيئة، ويحمل دائماً الأمور على محمل الخير تُجاهك.

ومضة أمل
تحية لأولئك الذين تناغمت ألحانهم مع ألحان العطاء والأثر الجميل في زمن انطلاقة الخير.