يعد فقدان الأحبة من أصعب أنواع الفقد، وخاصة فقد أحد الوالدين، ففي الرابع من سبتمبر تمر علينا ذكرى وفاة أبي. تاريخ اقترن في ذاكرتنا أنا وعائلتي حيث انتزعت قطعة من قلوبنا، مرت خمس سنوات على وفاتك، ومضت الأيام وكأننا افتقدناك أمس، خمس سنوات ومازلت أتذكر تلك الرجفة التي هزت قاع قلبي حين قبلت جبينك يا أبي.
فقدان الأب ألم لن تمحوه الأيام ولا السنين وسيبقى اسمك وذكراك عالقين في قلبي ما حييت، أبي الغالي في ذكرى وفاتك يمر علي شريط الذكريات الجميلة التي عشناها معك، مازلت أسمع صوتك في مسمعي، وأشم عطرك بين أرجاء المنزل، وأتذكر كل كلمة ونصيحة وجهتها لي.
أبي، هو قدوتي ومعلمي وملهمي في جميع مجالات حياتي، وبالأخص مجال الإعلام، هو من ترعرعت على يديه، وكنت أراقبه دائماً في عمله وكيف كان رجلاً مخلصاً محباً لوطنه وعمله. كان يعمل الليل والنهار يتابع الأحداث والأخبار، لا أنسى عندما دخلت تخصص الإعلام كان يحب مناقشتني في أي موضوع ذي شأن محلي أو عالمي، كنت أرى وأشعر بسعادته أنني امتهنت مهنته وأحببت عمله، حبي لأبي جعلني أرى الإعلام عيون أبي، هو من أخذ بيدي لأكون ما أنا فيه الآن.
عندما قررت أن أستمر في كتابة مقالاتي كان أبي هو الدافع لي لكي يبقى اسم أبي دائماً غير منقطع في مجال أحبه وحبّبني فيه.
أبي الغالي ما زال أحمد المرشد هو مصدر قوتي وافتخاري، ولا أنكر أنني مازلت بحاجة إلى وجودك ودعمك المستمر، ولكن تبقى كلماتك ورسائلك محفوظة أرجع إليها دائماً لأراجع بها نفسي، أبي سوف تبقى أعظم رجل في حياتي، الرجل الذي لا، ولن يكرره الزمن، لا الكلمات ولا المقالات والكتب سوف توفيك حقك، ولن تتسع ما أريد أن أقوله عنك.
أسأل الله أن يرحمك بواسع رحمته، ويجمعني بك في جنات النعيم.