منذ فترة وخلال تجوالي في محطات برامج التواصل الاجتماعي، استوقفني حوار شيّق وراقٍ للأستاذة الجامعية منى مكرم عبيد ابنة الرجل السياسي والمحامي المصري الكبير مكرم عبيد باشا.
فأستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي شغلت مناصب متنوعة ولها مؤلفات عديدة بالإنجليزية والعربية والفرنسية، وجّهت رسالة خلال حوارها إلى الطلبة وخاصة طلبة المرحلة الجامعية: ابحث عن الأستاذة، ولا تبحث عن المادة!
فجملة «ابحث عن الأستاذة، ولا تبحث عن المادة» من حوار الأستاذة بنت الباشا ذلك الحوار الغني في المعنى والمضمون أخذتني إلى حقبة المقاعد الدراسية، وتذكرت أن مادة اللغة العربية التي أحببتها يوماً كانت بسبب معلمتي، في حين أن مادة الرياضيات أيضاً كرهتها بسبب معلمتي، الأمر الذي خلق لي عداوةً بيني وبين مادة الرياضيات إلى يومنا هذا. ومادة الاقتصاد بالرغم من جفوتها أحببتها بسبب دكتوري في الجامعة بينما مادة التنظيم المالي والإداري فشلت بأن أحقق فهمها المطلوب أيضاً بسبب دكتوري.
ففكرة أن يكون المدرس الأكاديمي أو الجامعي أو حتى المدرب ذا خبرة وعطاء وأسلوب واعٍ في الحركة التعليمية والتربوية والسلوكية للطلبة والمشاركين يعتبر أمراً في غاية الأهمية. وكلما كبرنا وتقدمنا علماً ومعرفة كلما تفتحت مداركنا محاولين أن نقدم على اختيارات صائبة سواء لنا أو لمن حولنا.
وبالرغم من وعيِنا، ومن الانفتاح الذي يشهده العالم في مجالات عديدة، من المؤسف أنه لا يزال موجوداً من يفتقر إلى الضمير العلمي والتربوي، والذي يعمد إلى تقديم المعلومة المنقوصة في الصف لضمان أن يحفظ له مقعداً في منزل الطالب، ويجني ما يبحث عنه من خلال الدروس الخصوصية.. ألم يحن الوقت أن نسمو ونرتقي ونعلم أن العلم أمانة غالية يُحمل وزرها الآن وغداً.