دائماً ما تجد وأنت تتسوق في «السوبر ماركت» بضاعة مكدسة على جنب، عبارة عن مواد غذائية معروضة بأقل الأسعار الحقيقية لها، قد تجد العلبتين أو الثلاث أو الأربع بسعر علبة واحدة، والبائع حين يفعل ذلك، فذلك ليس حباً في سواد عينيك، بل محاولة لاستغلالك والضحك عليك، أما السر، فذلك لكون البضاعة قد اقترب موعد انتهاء صلاحيتها وباتت «Expired».
أصلاً، الدنيا ما هي إلا «سوبر ماركت» كبير، معروض على أرففه كل أصناف الضمائر والذمم، وكله برسم البيع، حط سعرك يا مشتري، وحمل وشيل..
وكما في عالم «السوبر ماركت» من يحاول استغلال المستهلك والضحك عليه من خلال تسويق بضاعة «Expired»، كذلك الحال بالنسبة لعالم السياسة، فالأمريكان الآن، يحاولون ومن خلال ممارسة لعبة الضحك على الذقون، عملية تسويق فاشلة للرئيس باراك أوباما عند دول مجلس التعاون كـ«حليف إستراتيجي» مع اقتراب موعد انتهاء صلاحيته، وخروجه من البيت الأبيض في ديسمبر 2016، وبشراكم، فقريباً سنحرم من الطلة البهية للرئيس أوباما.
عموماً لو استعنا بالتفسير التآمري فسنجد أن محاولة التسويق تلك، باتت موضة قديمة، أكل عليها الدهر وشرب، وأصبحت سلعة غير صالحة للاستخدام الآدمي، ورهان أي عاقل عليها، هو في الواقع رهان خاسر، فكل يوم يأتي، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمريكان، وتحديداً الرئيس أوباما خارج نطاق الثقة.
خذ عندك عينة طازجة وجديدة على كلامي، تنم عن حقيقة التمايل والتعاطف والود الذي يربط أوباما بـ«الولي الفقيه»، والذي ينسف كل محاولات تسويق الهبل على الشيطنة، التي تمارسها الإدارة الأمريكية على دول مجلس التعاون حالياً.
فقد كشفت مؤخراً وسائل إعلام أمريكية وإيرانية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وجه رسالتين سريتين إحداهما للمرشد الإيراني، علي خامنئي، والثانية للرئيس الإيراني حسن روحاني، طلب فيهما لقاء المرشد خامنئي، كما طلب التباحث مع الإيرانيين حول قضايا المنطقة قبل انتهاء ولايته.
وذكر موقع «واشنطن فري بيكون» المقرب من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية أن القادة الكبار في إيران لم يحددوا بعد موعداً لإجراء اللقاء بين أوباما وروحاني، بسبب الخلافات بين أطراف داخل النظام الإيراني على الموضوع «يتمنعن وهن الراغبات»، وربط الموقع بين اللقاءات التي جمعت رئيس البنك المركزي الإيراني بوزير الخزانة الأمريكي مؤخراً، والتمهيد للقاء أوباما وروحاني، كما أشار إلى علاقة لقاء وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظيره الأمريكي، جون كيري، في نيويورك بالأمر.
كما أكد الأنباء موقع «سحام نيوز» الإصلاحي الإيراني، والذي كشف عن فحوى رسالتي أوباما للمرشد والرئيس الإيراني أنهما أرسلتا في أواخر شهر مارس، وقالت الوكالة: «قال أوباما في رسالته، إنه لو وافق الإيرانيون على الطلب الأمريكي فإنه مستعد لعقد مؤتمر في هذا الخصوص يشارك فيه شخصياً ويلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني».
كما كشف الموقع الإيراني أن خامنئي أبدى سعادته برسالة أوباما وعبر عن سروره ورضاه «معتبراً الأمر إيجابياً ومن شأن هذا اللقاء أن يعزز من مكانة الحضور الإيراني في المنطقة، كما سيزيد من تأثير إيران في حل الأزمات الإقليمية».
الغريب في الأمر أن وزارة الخارجية الأمريكية امتنعت عن التعليق على الخبر كما أن البيت البيض لم ينف هذه الأنباء، وكأنهما يؤكدان صحة تلك الأنباء.
كل هذا وأكثر (والأيام كفيلة بأن تكشف وتظهر المستخبي)، يؤكد ما قلناه وكتبناه مراراً وتكراراً، من أن إيران وأمريكا يجمعهما سروال واحد، أما الهجوم الإعلامي لخامنئي على الغرب والولايات المتحدة، فهو يدخل في سياق اللعب على الحبال والتغطية على ما تقوم به حكومة روحاني من عملية تطبيع مع الغرب والولايات المتحدة، حيث تجري هذه العملية بمباركة «الولي الفقيه» نفسه.
قد يطول الحديث عن ملامح المؤامراة الأمريكية – الإيرانية على دول مجلس التعاون وأهل السنة، وقد لا يتسع المجال للتوسع في الحديث، لكن نصيحة لوجه الله، لا تثقوا في أوباما، تماماً كما هو الحال مع البضاعة المنتهية صلاحيتها، فاذا كنتم لم تثقوا فيه منذ اللحظة الأولى لدخوله البيت الأبيض، فالأجدى بكم ألا تثقوا فيه وهو رئيس «Expired».
أتركك مع النصيحة، تقلبها كيفما تشاء في عقلك، ذلك إذا كنت ترفض أن يضحك عليك الأمريكان.