حوار: حسن الستري - أعده للنشر: عائشة الزائد وزينب العلوي (تصوير: نايف صالح)


تسلمت شركة والدي بفرعين.. وأصبح لدينا الآن 7 في أنحاء المملكة
ترشحي المتكرر للانتخابات النيابية بدافع خدمة البحرين وأهلها
كنت عضواً بكتلة المنبر بمجلس 2002 ولم انضم لجمعيتهم
«كتلة البحرين» جمعت نواباً من الطائفتين وقدمت أطروحات معتدلة
ولد في فريج البنائين بالمحرق، وبه نشأ، قبل أن ينتقل إلى فريج البنعلي، ويكمل دراسته الثانوية بمدرسة الهداية الخليفية، ثم انتقل للدراسة ببريطانيا، وعاد ليدير شركة والده.

تلك هي باكورة مسيرة النائب حسن بوخماس، الذي لم يعقه عمله الخاص عن مواصلة مسيرة والده في عمل الخير، بدءاً من الصندوق الخيري واتحاد الألعاب الذهنية.

بوخماس الوجه الدائم للترشح بالانتخابات جميعها بما فيها الانتخابات التكميلية عام 2011، لم تثنه خسارته المقعد النيابي لأكثر من مرة عن الإصرار على الترشح قبل أن يعود إلى المجلس في الانتخابات الأخيرة التي أجريت الشهر الماضي.


بوخماس سرد مسيرته في حوار مع «الوطن» أن جمعه بين العمل السياسي والتطوعي، لم يؤثر على مشاريعه الخاصة، لافتاً إلى أن حرصه على الترشح في الانتخابات النيابية مراراً يأتي بدافع حب المشاركة الوطنية وخدمة البحرين وأهلها. وقال إن كتلة البحرين التي أسسها مع مجموعة النواب في 2011 كأول كتلة برلمانية تضم نواباً من الطائفتين الكريمتين، كانت من أهم تجاربه النيابية، حيث قدمت الكتلة أطروحات معتدلة ولم يكن لديها أي توجه طائفي وكان جميع أعضائها متفاهمين ومتعاونين بكافة أطروحاتها، كما حظيت الكتلة في مقترحاتها بدعم باقي الكتل كالأصالة والمنبر. وفيما يأتي نص الحوار:

أين كانت نشأة حسن بوخماس؟

- ولدت في المحرق فريج «البنائين» وبالمرحلة الإعدادية انتقلت إلى فريج البن علي في المحرق وكنا نعيش مع عائلتنا كلها المكونة من 6 إخوة و6 أخوات في بيت واحد وكان ترتيبي الـ11 بين العائلة، وكانت تربية والدي لي من أحسن ما يكون، وكانت الحياة في السيتينات في الحي جميلة فكان الجميع إخوة، فلا وجود للتوتر في الحياة، ودرست في مدرسة الهداية، كان والدي تاجراً في السوق يبيع أدوات صناعة السفن وأدوات صيد اللؤلؤ. وكان يسافر إلى الهند وباكستان لجلب بضائع مثل أدوات البناء والأدوات المعمارية وأدوات الصيد ويبقى هناك حتى شهرين.

كان محل والدي الأول في سوق القيصرية والذي تم فتحه سنة 1878، فهذه المهنة كانت موروثة من جدي.

ووالدي كان يهتم بتجارة أدوات السفن لأن صيد اللؤلؤ وصيد المحار قديماً كان منتشراً كثيراً، فكان والدي يوفر الأدوات لهذه المهن.

وكان محل والدي صغيراً ولكن عطاءه كان كبيراً، ومازال المحل موجوداً في سوق القصيرية وأخي عبدالعزيز موجود فيه.

عشنا حياة طيبة كنا أسرة واحدة، الحياة كان بها ترابط وتلاحم أفضل من الآن، والأسرة كانت تجلس على سفرة واحدة والجميع يتناول من نفس الطبق وكان الأب يأكل أولاً وبعده الأبناء والحياة كان فيها بركة.

ما الدافع الذي جعلك تدرس إدارة الأعمال في بريطانيا؟

- والدي أصر على أن أكمل دراستي في الخارج رغم ترشيحي كضابط في الداخلية، ولكن بسبب حبه للتجارة حرص على دراستي إدارة الأعمال.

كيف كانت بداية دراستك الجامعية؟

- درست في بريطانيا سنة 1976 بتخصص بكالوريوس «إدارة أعمال» على نفقتي الشخصية، وكانت الدراسة في بريطانيا صعبة بالنسبة للدول العربية.

حدثنا عن حياتك في الدراسة بالخارج؟

- ربطتني صداقة وزمالة طيبة مع الطلاب العرب الآخرين، وكنا ندرس سوياً ونقضي إجازتنا بالسفر مع بعضنا البعض ونذهب في جولات إلى المدن الأوروبية.

وكانت الحياة بسيطة ولكن كان هناك صعوية في ذلك الوقت في التواصل مع الأهل.

وماذا عن حياتك بعد الدراسة في بريطانيا؟

- عدت إلى البحرين وتسلمت مباشرة إدارة مؤسسة والدي مع إخوتي وتوليت مسؤولية إدارة الحسابات بالمؤسسة.

هل فكرت أن تلتحق بشركة أخرى غير مؤسسة والدك؟

- كانت مؤسسة والدي بحاجة إلى شخص من الشركاء لتسلم الإدارة والحسابات فكنت الشخص المناسب، وعملت فترة في الشيراتون قبل فتحه لنيل الخبرة وقد عملت بقسم إدارة الحسابات لمدة ستة أشهر بهدف التدريب ونيل الخبرة وليس من أجل الراتب، وبعدها عصراً أذهب إلى المؤسسة لتفقد الأمور وبعد الستة أشهر طلبوا مني أن أكمل معهم دواماً جزئياً، ولكني رفضت للتفرغ لأعمالي الخاصة، وفي سنة 1982 أخذت دورات كمبيوتر في معاهد البحرين من أجل تطوير العمل في مؤسستنا وذلك بعد ظهور الكمبيوتر حديثاً في هذه الآونة.

كيف طورت مؤسسة والدك منذ التحاقك بالعمل بها؟

- في بداية تسلمي المؤسسة كان لدينا فرعان وبعدها أصبحت 7 فروع في مجموعة شركات، وهي مدينة عيسى والسوق المركزي وشارع المعارض وفرعين في المحرق، والنعيم والفرع الرئيسي في المنامة، وإخوتي كانوا خمسة يعملون في المؤسسة، أما السادس فشغل منصب مدير في طيران الخليج وبعدها توسعت المؤسسة وتوسعت التجارة فيها من أدوات منزلية وقرطاسية وكان أخي بين فترة وأخرى يجلب بضائع من هونغ كونغ والصين وتايلند، وكان التعامل في التجارة مع الحكومة أكثر من الورش و الكراجات الخاصة لأن المواطن يريد شيئاً بسيطاً ورخيصاً للمنزل.

حدثنا عن الأعمال التطوعية في مسيرتك؟

- أخذت مسيرة والدي من الأعمال التطوعية فقد كان والدي كل أول أسبوع في شهر محرم يدفع الزكاة ويقول للمواطنين إنه يوم الجمعة يوجد زكاة فيتجمعون في منزل والدي من نساء ورجال لإعطاء كل فرد عشرة دنانير.

وفي البداية كنت في اللجنة الاجتماعية وطورتها إلى الصندوق الخيري وبعدها أسست صندوق المحرق لكن وزارة التنمية طلبت تغيير الاسم ليصبح جمعية المحرق الخيرية وترأست الجمعية لمدة ثماني سنوات قبل دخولي البرلمان، حيث تم تشكيل مجلس إدارة ولم تعمل الجمعية فقط لأجل أهل المحرق، بل شملت باقي مناطق البحرين ممن يستحقون فكان لدى الجمعية لجنة بحوث تنظر في الطلبات وتقدم المساعدات للمستحقين.

أيضاً كنت رئيساً فخرياً في جمعية الأنفال الخيرية وجمعية الكلمة الطيبة كانت من ضمنها، كما أنني رئيس فخري لجمعية البحرين للعمل التطوعي،ونائبب رئيس جمعية البحرين لرعاية الوالدين والتي يرأسها الوجيه أحمد البناء.

ولم تعتمد جمعية البحرين للعمل التطوعي على جمع التبرعات فالتبرعات تأتي للأعمال التشغيلية، ووزارة التنمية تعطي خمسة آلاف دينار للسنة بينما تشغيل الجمعية يحتاج لثلاثين ألف دينار من موظفين وإدارة وصيانة.

كما حصلت على ثقة ملكية بتعييني في مجلس الأوقاف السنية عام 2019.

حسن بوخماس كان وجهاً دائماً في الانتخابات النيابية من 2002 إلى 2022، لماذا الإصرار على الترشح؟

- البداية 2002 دخلت كمرشح في البرلمان، بسبب رغبة من أهالي الدائرة سواء كان من الجفير، وضاحية الفاتح والنبيه الصالح، واكتسحت هذه الانتخابات.

لكنك ترشحت مستقلاً وبعدها انضممت إلى كتلة المنبر الإسلامي ببرلمان 2002؟

- ليس لدي عضوية أبدا مع أي جمعية سياسية، دخلت المجلس مستقلاً، ولكن بعد الفوز رأيت من الضروري أن أتحالف مع أشخاص لكي أعمل، ووجدت الأخوة بالمنبر الإسلامي كصلاح علي وعبداللطيف الشيخ وعلي أحمد جميعاً رجال معروفون، وانضممت إلى كتلتهم ولم أنضم إلى جمعيتهم، ليس لدي عضوية لا في المنبر ولا في أي جمعية أخرى.

ما هي الفائدة التي تحققت من انضمامكم لكتلة المنبر الإسلامي؟

- كان لدي مقترحات أريد تقديمها، وكنت أحتاج كتلة قوية تدعم هذه المقترحات، سواء مشروع الإسكان في الجفير أو مشروع نادي النصر وأيضاً الإسكان في النبيه صالح، وهذه الأمور تستدعي وجود أصوات، والإخوة بالمنبر كانوا متعاونين، وهذا سبب دخولي معهم، ولكنني ترشحت مستقلاً، ولم يدعموني في انتخابات 2002، بل كنت فقط في المجلس معهم.

ولماذا ترشحت مستقلاً بمجلس 2006 وليس كممثل لجمعية المنبر؟

- أنا مستقل، ولدى اعتقاد بأن المشاركة مستقلاً أفضل لي، ولكن للأسف لم يحالفني الحظ في هذه الانتخابات.

ولكنك أعدت ترشحك أمام ذات الشخص في انتخابات 2010، فهل كنت تتوقع الفوز فيها؟

- كان لدي أمل بالفوز، والخسارة ليست عيباً، وكنت أول من بارك للمرشح الفائز في جميع الانتخابات التي لم يحالفني الحظ فيها.

وكيف كانت تجربة الانتخابات التكميلية؟

- رشحت نفسي رغبة في خدمة البحرين وأهالي الدائرة، وحالفني الحظ فيها، وهنا لا بد من أسجل إشادة بأخينا الكبير خليفة الظهراني الذي كان يدير دفة البرلمان باقتدار.

كيف نشأت فكرة كتلة البحرين كأول كتلة برلمانية تضم الطائفتين؟

- كنا مجموعة من الإخوة نسعى لمسيرة الديمقراطية لتكون أحسن ما يكون، لا نريد أي خلاف يحصل وكل أطروحاتنا معتدلة بين الطائفتين، ليس لدينا أي توجه طائفي وكان الإخوة سواء من شيعة أو سنة متفاهمين ومتعاونين بأي أطروحات.

كانت الكتلة الذي شكلناها أقوى كتلة بذلك المجلس، وكنا نطرح بعض المقترحات ونحصل على دعم باقي الكتل كالأصالة والمنبر، وكنا نعمل كرجل واحد، ومازلت أحتفظ بصداقة وتواصل مع أعضاء كتلة البحرين كعلي الدرازي وأحمد الساعاتي.

لماذا خسرت انتخابات 2014؟

- هذه الانتخابات جرى فيها تعديل الدوائر الانتخابية بعد إلغاء المحافظة الوسطى، وأصبحت أم الحصم ضمن دائرتي، وأخونا عبدالرحمن بومجيد له شعبيته في أم الحصم، وبها نسبة المشاركة الكبرى، لذلك لم يحالفني الحظ فيها.

ومع ذلك أعدت الترشح بانتخابات 2018؟

- لأنني لمست رغبة المواطنين في التغيير، ويومها اتجه الناس لانتخاب الشباب، لذلك فاز النائب عمار البناي.

وما هي معطياتك لإعادة ترشحك بانتخابات 2022؟

- لأنني لمست عدم الرضا من قبل المواطنين عن النائب بمجلس 2018، كما أنني تواصلت مع عبدالرحمن بومجيد، وذكر لي أنه لا يريد الترشح، فأدركت وقتها أن الساحة مفتوحة لي، وبالفعل حالفني الحظ بهذه الانتخابات بعد إخفاق لدورتين متتاليتين.

دخلت هذه المرة بسبب ضغط من الأهالي وإصراري وحبي للعمل ولأنني أريد أن أواصل مشواري الذي بدأته.

جمعك بين العمل السياسي والتطوعي، هل أثر على مشاريعك الخاصة؟

- ابني علي الكبير يدير المؤسسة، وهو لديه ماجستير من بريطانيا، كما أن العمل التجاري متغير، فقد تحقق بسنة أرباحاً عالية وبسنة أخرى أرباحاً قليلة أو خسائر، فلا أستطيع القول إن العملين السياسي والتطوعي أثرا على مشاريعي الخاصة.

كيف دخلت تجربة العمل الرياضي، وما هي دوافعك لدخول العمل التطوعي؟

- لم تكن لدي هواية ماعدا الدامة والكيرم، وتواصلت معي اللجنة الأولمبية وقابلني د. عبدالرحمن عسكر، وأبلغني بتعييني رئيساً لاتحاد للألعاب الذهنية، وتوليت المنصب 4 سنوات وبعدها اعتذرت بسبب ضغوط العمل، لم أكن أمارس الألعاب الذهنية من قبل ولكنني أحببتها، وتعرفت على أناس كثيرين وخصوصاً من كبار السن.

وكيف توليت الاتحاد الخليجي للشطرنج؟

- كان من ضمن اتحاد الألعاب الذهنية اتحاد الشطرنج، وتم ترشيحي له.

أخيراً، من هم الأشخاص المؤثرون في حياتك؟

- الوالد والوالدة وإخواني، وخصوصا أخي الكبير محمد، وكذلك الوجيه المرحوم علي فخرو الذي كان بمثابة أبي، وكنت أعتز به كثيراً رحمه الله.