في تجربة عُملت على ضفدعين وضع أحدهما في ماء فاتر والآخر ألقي في ماء يغلي.

الضفدع الأول لم يتحرك في الماء الفاتر، ومع رفع درجة الحرارة بالتدريج تأقلم حتى وصل الماء لدرجة الغليان وهلك.

والآخر ألقي به مباشرة في إناء به ماء يغلي فقفز مباشرة ونفذ بجلده.



بعض من يستشهد بهذه النظرية يثني على الذي هرب، ويذم الذي تأقلم حتى هلك، والتي منها فهم البعض أن التأقلم مذموم على إطلاقه.

ونسي هؤلاء أن الحياة لا تسير هكذا، وأن القفز والهرب ليس خياراً متاحاً في كل مرة.

فلا مفر من التأقلم والتعايش خصوصاً مع ما لا يسعنا تغييره أو الفكاك منه في الوقت الحالي.

فالمرض المزمن والظروف الصعبة أمور تحتاج إلى تأقلم وتعايش مع ضرورة السعي للتخفيف من وطأتها.

ولا أرى أن الهروب يجدي إلا لمن انتبه للمشكلات قبل استفحالها، وعمل على تجنب آثارها السيئة ولم ينتظر حتى تغمره كله فيهلك.

فعندما تجد أن الدهون في جسدك في ازدياد، وأن أقل حركة تُرهقك، ومعدل زياراتك للمستشفى قد ازداد فهنا تحتاج لوقفة حازمة ومراجعة نمط غذائك ومقدار الوقت المخصص للرياضة في جدولك قبل أن تغمرك الأمراض ويكون الفكاك منها صعباً.

وعندما ترى أن أسعار السلع والضروريات في ارتفاع، فهنا تحتاج إلى تقييم نفقاتك ونمط الاستهلاك الذي تعودت عليه، مع المسارعة لسداد الديون والتقليل منها أو سدادها لما تراه من واقع قادم قد لا يسرك أن تكون فيه وأنت على وضعك الحالي.