نتسقبل عاماً هجرياً جديداً، وبهذه المناسبة نستذكر قصة الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة المنورة وكان أحد أهم الأسباب الهجرة العذاب الشديد الذي كان كفار قريش يتعاملون به مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، ولما اشتد العذاب على المسلمين أمرهم الله سبحانه وتعالى أن يهاجروا إلى المدينة المنورة التي كانت تعرف بمدينة يثرب؛ لتكون داراً لهم ومقصداً لهجرتهم من مكة المكرمة.

وقصد الرسول صلى الله عليه وسلم دار أبي بكر رضي الله عليه متخفياً عن عيون المشركين في وقت الظهيرة، وأخبره بذلك واستأذنه أبوبكر رضي الله عنه لمرافقته، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه أن يبيت في فراشه، وغادروا قبل طلوع الفجر وسلكوا طريقاً غير الطريق التي تظنه قريش أنه سلكه، قاصداً الجبل المعروف بجبل ثور وعرف المشركين أن علياً قد خدعهم بمبيته في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم وأسروه لديهم ثلاثة أيام، وانطلقوا فور بلوغهم خبر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وضعوا مغريات وعديداً من الجوائز ورصدوا 100 ناقة لمن يجد الرسول صلى الله عليه وسلم ويبلغهم عنه.

وعندما بلغ المشركون غار ثور أعمى الله أبصارهم وأغشى أفئدتهم وقد أثار وصولهم إلى الغار قلق سيدنا أبي بكر الصديق وخوفه على النبي صلى الله عليه وسلم، ومكثوا في الغار 3 أيام قبل أن يخرجوا ليستكملوا طريقهم إلى المدينة بعد أن هدأت الأرجاء من فوضى المشركين، ووصلوا إلى المدينة المنورة بسلام بعد رحلة عناء شاقة ومصاعب كثيره في الطريق.