ميلان – أحمد صبري

تتوجه أنظار عشاق كرة القدم بشكل عام والإيطالية بشكل خاص مساء الأحد المقبل إلى ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو الإيطالية لمتابعة ديربي المدينة الشهير بإسم ديربي "ديلا مادونينا" رمزاً إلى تمثال السيدة مريم الشهير الموجود "حسب زعمهم" في أعلى كنيسة الدومو والتي تعد أشهر معالم المدينة الإيطالية.

رغم المعاناة التي يعاني منها الفريقين في السنوات الأخيرة وابتعادهما بشكل كبير عن المنافسة على البطولات وانهيار مستوى الفريقين إلا أنه لايزال الديربي الوحيد في أوروبا كلها الذي يجمع بين فريقين سبق لهما الفوز بدوري أبطال أوروبا وهو ما يجعله دائماً لقاءً استثنائياً يزيد من سخونته أجواء ملعب سان سيرو وطرق الجماهير الإيطالية في الغناء وإبداعها في عمل الدخلات قبل انطلاق اللقاء.



يدخل الفريقان اللقاء بظروف مختلفة للغاية، فالميلان صاحب الأرض خلال اللقاء يعيش فترة ممتازة بعدما نجح المدرب جينارو جاتوزو في تغيير الكثير بعد رحيله فينشنزو مونتيلا بسبب سوء النتائج، فتحسن الأداء وأصبح الفريق قادراً على تحقيق الفوز حتى وإن كان على حساب فريق بحجم روما على أرضه ووسط جماهيره مثلما حدث خلال الجولة الماضية.

أما الإنتر فرغم نجاحه في إنهاء فترة صيام طويلة عن الانتصارات دامت لمدة لما يزيد عن الشهرين، إلا أن الفريق لايزال غير مقنعاً على أرض الملعب ولا يشعر عشاقه بأي ثقة في قدرته على تحقيق الفوز مهما كان اسم الخصم رغم امتلاكه العديد من اللاعبين المميزين ويدربه أحد أبرز الأسماء في إيطاليا خلال السنوات الأخيرة وهو لوتشانو سباليتي.

الميلان يعول في الأساس على وحدة الفريق واللعب بشكل جماعي وهو ما كان يفتقده الفريق تماماً في عهد مونتيلا، بالإضافة إلى التنظيم الدفاعي الجيد للفريق وتقارب خطوطه فلم تهتز شباك الفريق سوى مرة واحدة في اللقاءات السبعة الأخيرة وكان ذلك في لقاء أودينيزي في الرابع من فبراير، أما في الهجوم فإن تألق كوتروني هو ما يبعث بعض الطمأنينة في قلوب عشاق الروسونيري على أمل تكرار ما حدث قبل شهرين في لقاء الديربي والذي انتهى بفوز الأحمر والأسود بهدف للاعب الشاب في الأشواط الإضافية.

أما الإنتر فإن عودة ماورو إيكاردي قائد الفريق وهدافه كان خبراً جيداً لجماهير الفريق رغم الفوز بدونه في اللقاء الأخير على بينفينتو بهدفين ولكن في الوقت ذاته المشاكل الدفاعية المستمرة للفريق والخروج بالشباك نظيفة مرة واحدة خلال اللقاءات السبع الأخيرة يعد أمراً مقلقاً.

الفوز في اللقاء هو الوسيلة الوحيدة للفريقين لتحقيق حلمهما هذا الموسم بإنهاء المسابقة في مركز مؤهل لدوري الأبطال، فخسارة الميلان تعني ابتعاده أكثر وأكثر عن المركز الرابع ويصبح الوصول لدوري الأبطال عبر الدوري الأوروبي هو الوسيلة الوحيدة المتاحة بشكل عملي، فيما يعني خسارة الإنتر إلى عودته على الأرجح للمركز الخامس لو عاد روما للانتصارات مجدداً وحافظ لاتسيو على نتائجه الجيدة مؤخراً.

***

اعتراضات بالجملة على أسعار تذاكر الديربي

تسببت أسعار تذاكر لقاء الديربي التي وضعتها إدارة الميلان لموجة اعتراضات ضخمة من جماهير الناديين وهو ما أثر بوضوح على عملية بيع التذاكر رغم تبقي أيام قليلة على إقامة اللقاء.

الجماهير أظهرت اعتراضها الشديد على الأسعار بإطلاق هاشتاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبرت فيه عن غضبها من ارتفاع الأسعار وتسأل بعضهم حول الأسعار كيف ستكون إذا ما كان اللقاء يجمع بين فريقين منافسين على اللقب ويؤثر اللقاء على تحديد اسم الفائز به بشكل مباشر فيما تسأل البعض الأخر حول الأسعار لو كان الفريقان يمتلكان ميسي وكريستيانو رونالدو واللذان يتوجان بالكرة الذهبية بمفردهما على مدار السنوات العشر الماضية.

وقسمت إدارة الميلان التذاكر للعديد من الفئات بلغ سعر أرخصها 55 يورو وهو ما جعل كل الفئات باستثناء مدرج وحيد في الدور الأعلى خلف المرمى لاتزال مطروحة للبيع.

***

جدول المباريات...سلاح سباليتي الخفي للفوز

يأمل المدرب لوتشانو سباليتي المدير الفني للإنتر في استغلال الجدول المزدحم للغاية لخصمه الميلان في امتلاك أفضلية واضحة في لقاء الديربي نظراً لاشتراك الروسونيري في 3 بطولات وهي الدوري والكأس والدوري الأوروبي بينما لا يشارك فريقه سوى في بطولة الدوري بعد الخروج من الكأس وعدم التأهل للبطولات الأوروبية هذا الموسم.

الميلان منذ العاشر من فبراير الماضي لم يحصل على قسطاً كافياً من الراحة في ظل خوضه لقاءً كل 3 أيام فقط، فلعب الفريق لقائي في بطولة الدوري الأوروبي وسيخوض لقاء إياب الدور قبل النهائي لكأس إيطاليا ضد لاتسيو مساء الأربعاء منذ حينها خلاف خوضه لقاءات الدوري ليصبح لقاء الديربي هو اللقاء السابع للفريق خلال 3 أسابيع فقط في حين لم يخض الإنتر سوى 3 لقاءات فقط خلال تلك الفترة.

****

تغيير موعد الديربي... صراع خسره الجميع

حاولت السلطات الإيطالية بشتى الطرق تغيير موعد لقاء ديربي مدينة ميلانو وإقامته يوم السبت بدلاً من الأحد ولكن تأهل الميلان للدور قبل النهائي لكأس إيطاليا وخوضه لقاء الإياب ضد لاتسيو في الثامن والعشرين من فبراير منع ذلك لضيق الوقت كما منه خوضه لقاءً أوروبياً ضد آرسنال في الثامن من مارس في استحالة إقامته يوم الإثنين.

يأتي طلب السلطات الإيطالية لذلك لتزامن ذلك مع موعد الانتخابات الإيطالية والتي تتطلب تأميناً خاصاً نظراً لكثرة الاشتباكات والمظاهرات لمؤيدي الأحزاب المختلفة والمعترضين على سياسة بعضها ولكن في النهاية أجبر الجدول الجميع على إقامة الحدثين في اليوم ذاته.

الانتخابات حطمت آمال رابطة الليجا كالتشو في نقل اللقاء لموعد مبكر غراراً لما حدث العام الماضي لضمان زيادة المشاهدة التلفزيونية بإقامته في موعد مناسب لدول الشرق الأسيوي، حيث ستقام الانتخابات منذ الصباح الباكر وهو ما يعني استحالة إقامة اللقاء سوى في المساء لضمان الحضوري الجماهيري وعدم تأثر مبيعات التذاكر والمشاهدة التلفزيونية بذهاب الناخبين للإدلاء بأصواتهم.