صحيفة القبس الكويتية


وسط انتقادات دولية وخطوات تصعيدية للاحتجاجات في إيران، أعربت جمعية مدرسي حوزة قم العلمية، اليوم، عن دعمها لتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق الموقوفين خلال المسيرات المناهضة للنظام، وطالبت بالإسراع في تنفيذها، في وقت أعلنت محكمة الاستئناف المصادقة على حكم إعدام لأحد المحتجين، وقررت إعادة محاكمة فنان كردي يواجه الإعدام بسبب أخطاء في التحقيقات المتعلقة بقضيته.

وواجهت إيران انتقادات دولية وداخلية غاضبة بعدما أقدمت على إعدام اثنين من المحتجين هذا الشهر، هما محسن شكاري (23 عاماً) بعد اتهامه بقطع طريق رئيسي في سبتمبر، وجرح عنصر من قوات الباسيج (الميليشيا التابعة لـ«الحرس الثوري») بسكين، ومجيد رضا رهنورد (23 عاماً)، الذي اتهم بطعن اثنين من قوات الباسيج حتى الموت، وتم شنقه علناً على رافعة بناء.

وقالت الجمعية إنها تدعم إجراءات السلطة القضائية، خصوصاً إعدام رهنورد وشكاري، داعية السلطة القضائية إلى «حزم أكبر» لـ«إعدام يتحول لعبرة»، في إشارة إلى المحتجين الذين وصفهم رجال الدين بـ«المحاربين والمفسدين المتمردين».


ورأى هؤلاء أن عقوبة «الإعدام التي تستخلص العبر» هي «العقوبات المناسبة الوحيدة للمشاركين في المسيرات المناهضة للمؤسسة الحاكمة». وقالوا: «في أجواء الاضطرابات، أقدم مثيرو الشغب المطلعون على أساليب الأعداء على إشاعة الخوف والرعب وتهديد الأمن لإظهار الجمهورية الإسلامية بأنها غير آمنة، حتى لو لم يرتكبوا جريمة قتل، ولكنهم ساعدوا الأعداء في تحقيق هذا الهدف».

في السياق ذاته، أودع النظام المدونة الإيرانية بيتا حقاني نسيمي في معتقل كيمشاه، بتهمة الإفساد في الأرض. ووفق أصدقاء هناك قلق كبير من أن يحكم عليها بالإعدام.

إضراب فريدة

على صعيد مواز، أفادت أنباء بأن ابنة شقيقة المرشد علي خامنئي المعتقلة، دخلت في إضراب عن الطعام.

وغرد شقيقها محمود مرادخاني أن أخته «مضربة عن الطعام احتجاجاً على ظروف مكان الاعتقال وعدم نقلها إلى سجن إيفين».

وأعلن محمد حسين أقاسي محامي فريدة مرادخاني، الجمعة، أن موكلته «حوكمت أمام محكمة خاصة لرجال الدين، وحكم عليها بالسجن 15 عاماً».

والناشطة المدنية فريدة هي ابنة بدرية حسيني خامنئي، شقيقة المرشد، ووالدها علي مرادخاني قيادي سابق في النظام الإيراني، وكانت اعتقلت منذ نحو الشهر، بعد أن دعت الحكومات الأجنبية إلى قطع كل علاقاتها بطهران، بسبب حملة القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات، لكبح الاحتجاجات.

ولا تزال الاحتجاجات في إيران مستمرة، وتؤرق النظام، ورغم برودة الطقس، فقد انتفضت مدن عدة، وأكد المحتجون استمرارهم حتى تغيير النظام.

في المقابل، يدرس البرلمان هذا الأسبوع خطة تشديد معاقبة من يتعاون مع الدول المعادية، التي يخضع مرتكبها لعقوبة «الإفساد في الأرض».

90 يوماً من الخوف

أيضاً، يواصل النظام الإيراني ضغوطه على ممثلين سينمائيين، فقد نشر ممثل السينما والمسرح الإيراني أشكان خطيبي على صفحته في «إنستغرام» تفاصيل تجربته من العيش لمدة 90 يوماً في خوف وتخف وقلق، بسبب تهديدات النظام عقب تضامنه مع الاحتجاجات.

وقال خطيبي: «تعرضت لهجوم من قبل ضباط بزي مدني في الشارع بذريعة إهانة المقدسات. وهُدّدت مراراً عبر اتصالات هاتفية بالموت، حتى أغلقت هاتفي. وتوقفت عن ممارسة عملي وكل ما خططت له. وأصبت بجلطة»