واشنطن - نشأت الإمام، (وكالات)

قدمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي تحظى بمرتبة وزير في الحكومة الأمريكية، استقالتها إلى الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء، في خطوة مفاجئة، لم تعلن عن أسبابها بعد، فيما كشفت مصادر أمريكية أن "توقيت استقالتها لا يزال غير واضح".

وقال الرئيس الأمريكي في وقت لاحق إنه "قبل استقالة سفيرة بلاده لدى الأمم المتحدة التي ستترك منصبها بحلول نهاية العام".



وأضاف ترامب أن هايلي، التي كانت تتولى منصب حاكمة ساوث كارولاينا عندما رشحها ترامب لمنصب السفيرة، أبلغته قبل 6 أشهر برغبتها في نيل قسط من الراحة.

وأشاد ترامب بهايلي خلال تحدثه للصحفيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، قائلا إنها "قامت بعمل رائع، وإنه يأمل أن تعود إلى الإدارة في منصب آخر".

وبذلك تكون هايلي أحدث مسؤول بارز يغادر فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي.

وتأتي استقالة هايلي في سياق سلسلة من الاستقالات التي هزّت البيت الأبيض حيث عيّن ترامب مستشاره الثالث للأمن القومي ووزيره الثاني للخارجية حتى قبل حلول انتخابات منتصف الولاية.

وإذ أكّد ترامب أنّ هايلي "كانت مميّزة جداً بالنسبة إليّ"، فهو لم يكشف عن اسم الشخص الذي سيخلفها في هذا المنصب الذي يعتبر بمرتبة وزير في الحكومة الأميركية.

ولم تكشف هايلي عن أسباب استقالتها، واكتفت بالقول إنّه "من المهم أن يفهم المرء أنّ الوقت قد حان للاستقالة" بعد سلسلة من الوظائف الصعبة.

وأكّدت هايلي "46 عاماً" أنّها لا تعتزم الترشّح للانتخابات الرئاسية في 2020، وذلك بعدما سرت شائعات بأنّها تخفي طموحات رئاسية.

وقالت "لن أترشّح للانتخابات". وأكّدت أنّه ليس لديها حتى الآن أي خطة للمستقبل على الصعيد المهني.

وتحظى هايلي بإعجاب واسع من الجمهوريين وينظر إليها على أنها شخصية نشيطة داخل إدارة ترامب، وكانت قد ناقشت استقالتها مع ترامب الأسبوع الماضي عندما زارته في البيت الأبيض، "وهو ما شكل صدمة لعدد من كبار مسؤولي السياسة الخارجية في إدارة ترامب"، وفقاً لما ذكرته المصادر الأمريكية.

وجاءت استقالة هايلي قبل إعلان ما وعد به ترامب على "تويتر" انه "يوم الثلاثاء سيكون هناك إعلان كبير مع هايلي في البيت الأبيض".

وكانت هايلي، وهي حاكمة سابقة لولاية ساوث كارولينا، تنتقد باستمرار سياسة ترامب، لذلك عندما عينها مبعوثاً في الأمم المتحدة بعد أسابيع من انتخابه في نوفمبر 2016، كان ينظر إلى التعيين على أنه محاولة لاستمالتها.

وهايلي، ابنة لمهاجرين من الهند، وتفضل الأسواق الحرة والتجارة العالمية وحظيت باهتمام دولي خلال الحملة الرئاسية لترامب، وانتقدت بشدة سلوكه وحذرت مما قد يسببه للدبلوماسية الأمريكية، بل انها أشارت إلى أن "ميله إلى الانتقاد قد يتسبب في حرب عالمية".

وبوصفها سفيرة، كانت هايلي مبعوثة صريحة وقوية وسارعت إلى التعبير عن آرائها الخاصة حول قضايا السياسة العامة الكبيرة التي تتصدر جدول أعمالها، مثل إيران وكوريا الشمالية. وقد ألقت بنفسها كشخص يمكنه التأثير على رئيسها متغير المواقف في قضايا مثل العقوبات الروسية وإعادة توطين اللاجئين وقيمة الأمم المتحدة نفسها.

وكانت هيلي تعرضت مؤخراً لانتقادات واسعة بعدما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تبديدها لمصروفات حكومية على شراء ستائر خاصة بمقر إقامتها في نيويورك.

وتولت نيكي هايلي، حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة، منصبها في الأمم المتحدة من دون أن تكون لديها أية خبرة في السياسة الخارجية، إلا أنها سرعان ما أصبحت الصوت الصادح في الأمم المتحدة لأجندة ترامب التي لم تكن تلقى شعبية في كثير من الأحيان.

ودعت هايلي الى تبنّي خط متشدّد حيال إيران، وبرّرت خفض الولايات المتحدة للمساعدات الخارجية، وفي وقت سابق من هذا العام قادت انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بعد اتهامه بالتحيّز ضد واشنطن وحليفتها إسرائيل.

وفي الاجتماع الذي عقدته مؤخّراً الجمعية العامة للأمم المتحدة، قامت هايلي بخطوة غير معتادة لدبلوماسي بارز حين انضمّت إلى احتجاجات الشوارع ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وهتفت بواسطة مكبر للصوت أنّ الزعيم اليساري يجب أن يغادر منصبه.

ولكن مرّت لحظات إحراج في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما انفجر الحضور بالضحك خلال كلمة ترامب في الجمعيّة وقوله إنّ حكومته حقّقت خلال أقلّ من عامين "أكثر من أية إدارة أخرى في تاريخ بلادنا".

وهايلي هي ابنة مهاجرين هنديين وقد اعتبرت نجمة صاعدة في الحزب الجمهوري الذي سعى إلى تعيين نساء وأشخاص من أقليّات اتنيّة لتوسيع قبوله وتخطّي قاعدته التقليدية من البيض.

وفي 2010 انتخبت هايلي، واسمها الأصلي نيماراتا راندهاوا، حاكمة لولاية كارولاينا الجنوبية المعروفة بولائها للجمهوريين. وخلال الحملة الانتخابية 2016 انتقدت ترامب بسبب تصريحاته بشأن المهاجرين قبل أن تحدُث بينهما المصالحة السياسية.

وأكدت هايلي أنّها ستبقى على ولائها لترامب.

وقالت "قد لا يعجب الدول ما نفعله ولكنهم يحترمون ما نفعله"، في تأكيد على الهدف الذي يردّده ترامب بأنّه يريد أن يجعل للولايات المتحدة حضوراً قوياً على الساحة الدولية.

وتحدثت عن السياسات المتشدّدة للضغط على إيران والفلسطينيين، والانفراج الدبلوماسي التاريخي مع كوريا الشمالية.

وقالت "كل هذه الأمور أحدثت فرقاً كبيراً في مكانة الولايات المتحدة، ولكن أستطيع أن أقول لكم إنّ الولايات المتحدة قويّة مرة أخرى بطريقة يجب أن تجعل جميع الأمريكيين فخورين".