من مميزات جائحة كورونا العالمية أنها جعلت التحول الإلكتروني فرض وليس سنة، وجعلتنا جميعاً نصبح عملاء متكررين للعمليات الإلكترونية، بل وأصبحت بعض العمليات التي نقوم بها بشكل يومي ومتكرر إلكترونية بشكل كامل، منها الدفع عبر نظام المحافظ المالية الإلكترونية كـ»بنفت» مثلاً- لدرجة أنني أستغرب من الأماكن التي مازالت تتعامل بالنقود الورقية-، وكذلك إثبات تلقينا اللقاح والتطعيم عبر تطبيق مجتمع واعي، الذي نحمله في هواتفنا الذكية ونشهره لمن يود التعرف على حالة التطعيم، ونستخدمه بشكل إلكتروني متكامل داخل البحرين وخارجها.

من المفارقات التي مازلنا نعيشها هو أننا مازال علينا حمل بطاقة الهوية، رخصة القيادة، بطاقة البنك، بطاقة تأمين صحي (إن وجد)، بطاقة تأمين المركبة، بطاقة تسجيل المركبة... إلخ، وأعتقد أننا جميعاً نحمل معنا هذه الأمور التي تعتبر مهمة جداً، بل إن عدم وجود بعضها قد يكلفنا دفع مخالفة مالية، كعدم حمل رخصة القيادة مثلاً..

رأيي المتواضع:

خطت البحرين خطوات واسعة في مجال التحول الرقمي، وتملتك البحرين قواعد بيانات قوية وضخمة ورصينة ومترابطة، تؤهلها من أخذ خطوات أكثر عمقاً في مجال التحول الرقمي عبر تطبيق شامل، يضم البيانات الشخصية الواردة في بطاقة الهوية، بالإضافة إلى بيانات رخصة القيادة، وبيانات المهمة كفصيلة الدم، والأمراض المزمنة إن وجدت، وغيرها من البيانات التي نستخدمها بشكل دائم ومتكرر، لا سيما أن جميع المواطنين والمقيمين على أرض البحرين يملكون رقم إلكتروني يحتوي على جميع البيانات سالفة الذكر ولربما أكثر، وهذا الرقم الإلكتروني الموجود حالياً يؤهلنا من القيام بمئات من المعاملات الحكومية بكل مأمونية ويسر، فلماذا لا نزال نضطر إلى حمل بعض البطاقات الثبوتية حتى الآن؟؟ ولماذا نضطر إلى إبرازها لإثبات هويتنا؟؟ أو ليس من الأحرى أن تكون لدينا هوية إلكترونية تسهل علينا حياتنا وتجعلنا نواكب التطوير الإلكتروني، لاسيما إن هذه الفكرة ليست بجديدة وهي مطبقة في عدد كبير من دول العالم. بل وأن هناك استعدادية وجهوزية كبيرة لتطبيق فكرة الهوية الإلكترونية من قبل موظفي الحكومة الإلكترونية الذين يتمتعون بقدرة عالية ومهارات متفوقة لبدء العمل على هذا التطبيق.