هناك مقولة متداولة مفادها : لسنا ننشد عالماً لا يقتل فيه أحد، بل عالماً لا يمكن فيه تبرير القتل! وأمام تسريبات التعذيب والانتهاكات اللاإنسانية في سجن إيفين بإيران نقول لسنا ننشد عالماً مثالياً لا يتم فيه تعذيب أحد بل عالماً لا يبرر التعذيب ولا يكون ميزان العدالة وحقوق الإنسان فيه مختلاً بحيث يوجه سهام الاتهامات العدائية الباطلة نحو دول هي بالأصل ملتزمة بالثوابت الحقوقية وطورت في مسائل حقوق الإنسان مقابل غض الطرف عن انتهاكات مروعة وجرائم حرب في دول لا تعرف حتى أبسط مفهوم للحقوق والكرامة الإنسانية .

كبحرينيين ومهتمين في مجالات حقوق الإنسان نستنكر التعدي السافر والتدخل غير الأخلاقي والذي لم يستند على أدنى درجات المصداقية فيما يخص المدعو عضو مجلس العموم ومجلس اللوردات في البرلمان البريطاني واين ديفيد بخصوص مطالباته بإطلاق سراح كل من وصفهم بالمعارضين السياسيين في البحرين ونقول له: اعذرنا يا ديفيد ولكن لم نعتقد يوماً أنه ستكون هناك وقاحة بهذا الشكل وعلى المستوى الدولي! نعم وقاحة ولا تستغرب من كلمتنا فهي أقل مما تستحق لأنك بريطاني وفي دولة تدعم حقوق الإنسان وتكافح الإرهاب والتطرف والتمييز العنصري والديني ورغم ذلك لم تحترم مكانتك ولا حتى العلاقات البريطانية البحرينية ولم تراعِ بسلوكك غير المهذب عدم الإضرار بهذه العلاقات وأسأت للمفاهيم الحقوقية وأخذت تهاجم مملكة لها إنجازاتها الكبيرة في مسائل حقوق الإنسان بل أن دستورها وقوانينها تتقارب مع تشريعاتكم وقوانينكم والأمر المحير أكثر ولو كنت صادقاً ومهتماً بشكل غير عدواني وانحيازي فيما يخص مسائل حقوق الإنسان لوجهت جزءاً بسيطاً من هذا الحراك نحو السجون الإيرانية الذي العالم بأكمله صعق بما رآه من تسريبات تمت من كاميرات المراقبة الأمنية وتم تسريبها إلى الإعلام الأجنبي « ركز هنا الإعلام الأجنبي وليس العربي» بمعنى المفترض أن تكون أنت من يسبقنا نحو هذا الاستنكار وتسجيل موقف إنساني يقوم على مبادىء الإنسانية والكرامة قبل حتى مسائل حقوق الإنسان وبالمناسبة هل يعني هذا أنك لا تتابع الإعلام الأجنبي مثلاً ؟

إلى المدعو واين ديفيد لن نقول لك اعتذر لشعب مملكة البحرين «وإن كنا نتمنى ذلك» تجاه هذه الإساءة الفادحة التي تحاول جرنا إلى المربع الأول من الإرهاب فهؤلاء مسماهم الحقيقي خلايا إرهابية متطرفة ولو تمت محاكمتهم في بريطانيا وتم التقاضي معهم على جميع الدرجات لما قلت الأحكام عن الإعدام أو السجن المؤبد فلدينا في مملكة البحرين شهداء وضحايا أصيبوا بعاهات مستديمة بسبب جرائمهم الإرهابية داخل المجتمع البحريني ولعلمك حتى الأجانب في مملكة البحرين عانوا من إجرامهم وفوضوية تفجيراتهم بل سنقول لك اعتذر للشعب الإيراني الذي عندما يلمح تصريحاتك هذه بالتأكيد سوف يصاب بخيبة الأمل إلى جانب الصدمة من هذا التناقض والموقف المزدوج وسيستنتج عنك أنك تدعم نظام إيران المجرم ولو سألتنا كيف ذلك فالجواب لأن هذه الخلايا الإرهابية المتطرفة في مملكة البحرين وباعترافات عناصرها أنها تلقت تمويلات وتدريبات وتزويد بالمتفجرات والأسلحة من النظام الإيراني الديكتاتوري مقابل أنه بنفس الوقت لم تقم بإصدار أي بيان أو كلمة واحدة تجاه جرائمهم بحق الشعب الإيراني والانتهاكات التي وصلت إلى التعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي والصعق بالكهرباء والإعدام الوهمي والإيهام بالغرق والتعليق والتغذية بمواد كيميائية وأمام مطالبات الناشطين الحقوقيين «وأنا واحدة منهم للعلم حيث إنني أشغل منصب المدير التنفيذي للرابطة البحرينية الأوروبية لحقوق الإنسان» بإيجاد مراقبين دوليين والقيام بتحقيق دولي جراء ما حدث لأن هذا يضرب كل منظمات حقوق الإنسان الدولية نراك ساكناً ولا تهاجم سوى مملكة البحرين فولاؤك بمعيار العين الواحدة التي ترى بعيون من يبررون الإرهاب ولا تبصر الواقع والسؤال هنا هل أنت فعلاً مع مسائل حقوق الإنسان وهل زرت سجون مملكة البحرين واطلعت على المستوى المتقدم في أوضاع النزلاء والمساجين أم أنك تعمل وفق اتجاه يصب في أجندات إرهابية وأنت لا تدري ؟