العربية

أفادت مصادر عسكرية، الثلاثاء، أن قوات الدعم السريع قصفت المقر الرئيسي لجهاز المخابرات العام في الخرطوم.

ومن جانبه، نشر الجيش السوداني صورا لما يبدو أنه حريق كبير في مقر المخابرات بالعاصمة السودانية.

ويقع مقر المخابرات في نفس المجمع الذي يضم وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة ومقر إقامة رئاسيا، بحسب رويترز.

وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح اليوم الثلاثاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من المنطقة الصناعية في مدينة الخرطوم بحري، بينما سُمع دوي إطلاق نار متقطع جنوب الخرطوم.

وأبلغ زين العابدين الأعيسر (48 عاما) وكالة أنباء العالم العربي بأنه حاول الوصول إلى بيته في حي كافوري بمدينة بحري لتفقده وأخذ وثيقة السفر الخاصة به وبعض الأغراض، لكنه لم يفلح، حيث فوجئ بوقوع اشتباكات بين الجيش والدعم السريع بالمنطقة الصناعية القريبة من بيته بعدما تمكن من عبور جسر شمبات الرابط بين بحري ومدينة أم درمان.

تأتي هذه التطورات على الرغم من عدم انتهاء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وكان الأعيسر، وهو محام، ترك بيته بعد أسبوعين من اندلاع الصراع المسلح بسبب انقطاع المياه والكهرباء ووقوع الاشتباكات في الحي الذي يسكن فيه على مدار اليوم، ولجأ إلى بيت أقرباء له بمنطقة أمبدة غرب أم درمان.

ويعاني المدنيون في السودان ظروفا معيشية صعبة، حيث تحوّلت مناطق سكنية في الخرطوم وأنحاء أخرى من البلاد إلى ساحات للمعارك العسكرية، مع انقطاع الكهرباء وخدمات الاتصال والإنترنت والمياه لساعات طويلة وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة.

وأبلغ سكان وكالة أنباء العالم العربي بسماع أصوات إطلاق نار متقطع جنوب الخرطوم.

جرائم مكتملة

قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، الثلاثاء، إن ما يجري في الجنينة وكتم "جرائم مكتملة"، والاغتيالات التي تجري قد تقود المجتمع للانزلاق في "الحرب الأهلية".

ودعا مجلس الأمن بدعم المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق لما تم من اغتيالات والجرائم التي وقعت في دارفور، مشدداً بالقول: "أدعو أطراف النزاع في السودان للجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب". كما دعا حاكم الإقليم، الاتحاد الإفريقي لأن يكون له دور في حل الأزمة "دون تسييس للتحركات الإقليمية".

وقبلها، قال مناوي إن ظروف الحرب في السودان أدت إلى تفجر الأوضاع في أجزاء واسعة من الإقليم لحساسية الموقف فيه. وأكد حاكم إقليم دارفور أنه يجب إجراء تحقيقات دقيقة وشفافة لتقديم الجناة فوراً إلى العدالة، مشيراً إلى أنهم حاولوا احتواء الكارثة بالتواصل مع الإدارة الأهلية والقُوى العسكرية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن مناوي إقليم دارفور منطقة منكوبة مع استمرار أعمال "النهب والقتل".

وفي السياق، حذر تقرير صادر عن صحيفة لوموند الفرنسية، من أن حرب القادة بدأت تأخذ بُعداً عرقياً في دارفور حيث تحول القتال إلى صراع بين ميليشيات مدعومة من الدعم السريع، والمجتمعات غير العربية التي شكلت مجموعات أهلية.هذا واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بقتل 15 مدنياً في هجمات على منطقة طويلة بولاية شمال دارفور على مدى يومين.

وقال الجيش في بيان، مساء الاثنين، إن عناصر من قوات الدعم السريع هاجمت منطقة طويلة لليوم الثاني على التوالي "في خرق واضح للهدنة السارية منذ أمس".

وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع ارتكبت "انتهاكات جسيمة بحق مواطني المنطقة على مدى اليومين تضمنت قتل 15 وجرح عشرات من المدنيين العزل بجانب حرق السوق ونهب عدد كبير من المتاجر وتشريد مئات من مواطني المنطقة".

"هجوم على الدعم"

يشار إلى أن قوات الدعم السريع كانت أعلنت في بيان أن الجيش شن هجوما على قواتها أثناء تحركها برفقة بعثة الصليب الأحمر الدولي لإجلاء عدد 35 جريحا من الجيش كانوا بالمستشفى العسكري بحري. ونفى الجيش، بدوره، في بيان أي صلة له بالحادث، موضحا أن المنطقة التي شهدت إطلاق النار تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.

وقد تزايدت حدة القصف الجوي خلال اليومين الأخيرين، قبل أن تعلن كل من السعودية والولايات المتحدة الراعيتين للحوار أن القوتين العسكريتين الكبيرتين في السودان، اتفقتا على هدنة جديدة تمتد لـ 72 ساعة، من أجل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية.

2000 قتيل و2.2 مليون نازح

فيما تسبّب النزاع الذي تفجر في 15 أبريل الماضي، بمقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.

كذلك دفعت المعارك أكثر من 2.2 مليون شخص إلى النزوح، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

بينما عبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور، حيث تثير الأوضاع قلقاً متزايداً خصوصاً في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.