العربية

قدم عدد من القيادات التنفيذية في حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، استقالاتهم، في خطوة تعكس حجم الخلافات والانقسامات داخل هذا الحزب الذي يوصف بأنه الأكثر تنظيما وتماسكا، بعد أسابيع من انتخاب قيادة جديدة.

وأعلنت الناطقة باسم الحزب سميرة العزابي، التي تتولى كذلك منصب نائب رئيس حزب العدالة والبناء لشؤون المرأة والشباب، مساء أمس الأحد، في مقطع مصور، استقالتها من منصبها ومن كافة المهام الموكلة إليها بسبب خلافها مع قيادة الحزب الجديدة التي انتخبت مؤخرا، في الرؤى والأهداف.

خلاف في التوجهات

كما قدم كل من رئيس الدائرة السياسية في الحزب، ورئيس دائرة الإعلام، ورئيس مكتب الشباب، ورئيس دائرة الشؤون الإدارية والمالية استقالاتهم أيضا، بسبب "الخلاف الجذري في الرؤى والتوجهات مع التيار الذي سيطر على رئاسة الحزب في المؤتمر العام الأخير".

فيما علل عدد من المستقيلين انسحابهم، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، بأن "الحزب أصبح يعبر عن توجهات متشددة جماعة الإخوان المسلمين، خلافا لسياسة المرونة التي حافظت عليها القيادة السابقة".

انتخابات داخلية

يذكر أنه قبل 3 أسابيع، أجرى حزب العدالة والبناء انتخابات داخلية، فاز بها القيادي الإخواني عماد البناني الذي أصبح رئيسا للحزب خلفا لمحمد صوان الذي تزعمه لمدة 9 سنوات.

وفي هذا السياق، كشف القيادي الإخواني وعضو المجلس الانتقالي السابق المهدي كشبور، بتدوينة على حسابه على فيسبوك اليوم الاثنين، أن الاستقالات الأخيرة هم من أنصار صوان بعد خسارته في الانتخابات. وقال إن هذه الخطوة "تؤكد ما كنا نقوله سابقا بأن القيادة السابقة لم تؤسس الحزب وفق أسس مؤسساتيه ونظم إدارية وقواعد عمل متفق عليها في النظام الأساسي للحزب وإنما كان يدار بأسلوب النشاط الفردي، ما جعل الكثير من أعضاء الحزب يستقيلوا منه أو يتركوه".

تجدر الإشارة إلى أن من شأن استقالة قيادات عليا من الحزب، أن تعزّز من الانشقاقات والتجاذبات داخله، قبل انتخابات متوقعة نهاية العام الحالي، يطمح الإخوان من خلالها إلى الحفاظ على تواجدهم في المشهد السياسي الليبي.