محرر الشؤون المحلية


مع ذكرى ميلاد سموه اليوم

ولي العهد رئيس الوزراء وضع استراتيجية مستقبل البحرين الاقتصادي المتطور

أداء سموه اليمين ولياً للعهد كان إيذاناً بشروعه تنفيذ المشروع الإصلاحي للملك

نبوغ سياسي واقتصادي تجلّى أثناء رئاسته للجنة تفعيل الميثاق في 2001

يوافق اليوم الاثنين، ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي وُلد في 21 أكتوبر من عام 1969، ليكون الابن الأكبر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم. وقد قاد سموه مسيرة حافلة بالإنجازات ترجمت رؤى جلالة الملك المعظم في العهد الإصلاحي الميمون.

سموه بدأ مراحله التعليمية الأولى في البحرين، ثم التحق بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة حيث درس التاريخ المعاصر وحصل على درجة البكالوريوس. أكمل مسيرته الأكاديمية بالحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كامبريدج. في مرحلة مبكرة، بدأ سموه تولي مسؤوليات مؤسسات بحثية تساهم في تقديم الاستشارات للجهات الحكومية، حيث شغل منصب نائب رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث عام 1992، ثم أصبح رئيسًا لمجلس الأمناء من 1995 حتى 1999. كذلك، تولى سموه منصب وكيل وزارة الدفاع في الفترة بين 1995 و1999.

وعقب تولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، أدى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة اليمين الدستورية وليًا للعهد في 9 مارس 1999. ومنذ ذلك الحين، لعب سموه دوراً رئيسياً في متابعة تنفيذ المشروع الإصلاحي الذي أرسى دعائمه جلالة الملك المعظم. تجلى هذا الدور أثناء رئاسته للجنة تفعيل الميثاق في 24 فبراير 2001، والتي قدمت التوصيات والسياسات اللازمة لتحويل مبادئ الميثاق إلى واقع ملموس، مما أدى إلى تحول البحرين إلى مملكة دستورية في 2002، وتأسيس المجلس الوطني بغرفتيه النواب والشورى، والعديد من المؤسسات الوطنية التي أسهمت في نهضة المملكة.

.

القيادة الديناميكية

عُرف سموه بقيادته الديناميكية للملفات التي تولاها، إذ ساهمت دراسته الأكاديمية، إلى جانب الشخصية القيادية التي ورثها عن والده جلالة الملك المعظم، في تمكينه من وضع استراتيجيات مستقبلية لمملكة البحرين، ترتكز على التطوير المستمر والتنمية المستدامة. في هذا السياق، قاد سموه مجلس التنمية الاقتصادية منذ تأسيسه في 3 مارس 2002، واضعاً البحرين على مسار اقتصادي حديث يقوم على تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي.

حمل سموه مسؤولية «الإصلاح، التطوير، الاستدامة، التنافسية، والعدالة»، وأشرك المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية والخبرات الدولية في تحويل هذه الطموحات إلى واقع، عبر استراتيجية وطنية متكاملة وقابلة للتنفيذ.

.

تعزيز التعاون الدولي

إلى جانب دوره المحلي، يضطلع الأمير سلمان بدور محوري في تعزيز العلاقات الدولية لمملكة البحرين. من خلال زياراته الدولية ومشاركاته في المؤتمرات العالمية، يسعى الأمير سلمان لترسيخ مكانة البحرين على الساحة الدولية وبناء شراكات استراتيجية مع دول الجوار والعالم. كما يركز على تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، خاصة في إطار مجلس التعاون الخليجي.

عبر إنابة جلالة الملك له في العديد من المشاركات الدولية، استطاع سموه تمثيل البحرين بجدارة في محافل عالمية، مما عزز علاقات المملكة مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية. على سبيل المثال، قاد سمو ولي العهد جهود تعزيز العلاقات البحرينية الأمريكية، حيث التقى بالرئيس الأمريكي وكبار المسؤولين، وناقش قضايا التعاون الاقتصادي، الأمني، والاستثماري. كما لعب دوراً محورياً في تعزيز الشراكات الدفاعية والاستراتيجية، لاسيما في ظل الاتفاقيات التي تعزز الاستقرار الإقليمي.

شارك سموه أيضاً في القمم الاقتصادية الإقليمية والدولية مثل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث عرض رؤية البحرين للتنمية المستدامة، وناقش أهمية الابتكار في تعزيز الاقتصادات الوطنية. كان لسموه دور بارز خلال جائحة كوفيد-19، حيث قاد الجهود الوطنية للتعامل مع الأزمة الصحية على مستوى عالمي، من خلال التنسيق مع منظمة الصحة العالمية والدول الأخرى، ما جعل البحرين نموذجًا ناجحًا في إدارة الأزمات.

..

استراتيجيات إدارية في القوات المسلحة

تولى سموه منصب القائد العام لقوة دفاع البحرين في 22 مارس 1999 حتى 6 يناير 2008، ثم تولى سموه منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. أشرف سموه على تنفيذ السياسات والخطط العسكرية والإدارية والمالية، مما أدى إلى تطوير الإدارات العسكرية ورفع مستوى الجاهزية العسكرية بما يواكب أحدث المستجدات في العلوم العسكرية.

.

الشباب في فكر سموه

منذ تولي سموه رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة في 1 يونيو 1999 وحتى 2010، كان له دور كبير في دعم قطاع الشباب، إذ وضع رؤية تقوم على أن الشباب هم مستقبل البحرين. وقد أسس لهذه الرؤية من خلال «فريق البحرين»، الذي ضم قدرات شبابية أبدعت في جميع المجالات بدعم مباشر من سموه.

.

الابتكار والاستدامة

على الصعيد الاقتصادي، أطلق سموه في عام 2002 مبادرة لإنشاء منظومة تشريعية موحدة لرقابة قطاع الخدمات المالية، نتج عنها تأسيس مصرف البحرين المركزي عام 2006، ليكون جهازاً رقابياً موحدًا يعزز مكانة المملكة كمركز مالي عالمي. كما أدرك سموه أهمية إصلاح سوق العمل، مما دفعه لإنشاء هيئة تنظيم سوق العمل وصندوق العمل «تمكين» لتشغيل العمالة الوطنية ورفع كفاءتها.

في قطاع التعليم، قاد سموه جهود تطوير السياسات التعليمية، حيث أطلق عدة مبادرات منها الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي وبرنامج تطوير المدارس. كما أنشأ في عام 1999 برنامج سموه للمنح الدراسية العالمية، الذي ساهم في تمكين الشباب البحريني من الدراسة في أرقى الجامعات العالمية.

.

نموذج قيادي في الأزمات

أثبت الأمير سلمان بن حمد آل خليفة كفاءته القيادية خلال جائحة كوفيد-19، حيث قاد جهود إدارة الأزمة بفعالية، مع التركيز على توعية المجتمع، توفير الرعاية الصحية، وإطلاق حملة تلقيح ناجحة.

.

رئاسة مجلس الوزراء

عقب رحيل الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، تم تعيين الأمير سلمان رئيساً لمجلس الوزراء في 11 نوفمبر 2020. استطاع سموه تحقيق إنجازات مرموقة على الصعيدين المحلي والدولي، بما في ذلك تمكين الشباب المتميزين من تحمل المسؤولية القيادية في الحكومة، ودعمه المستمر للإبداع والمبدعين.

.

قائد مُلهم يجمع بين الحكمة والرؤية

في ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، نقف إجلالاً لإنجازات قائد ملهم يجمع بين الحكمة والرؤية الاستراتيجية. مسيرته الحافلة بالعطاء تؤكد أن البحرين في أيدٍ أمينة تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق.