نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله اليوم فعاليات مؤتمر التعليم يعزز التعايش السلمي تحت شعار "الجهل عدو السلام" في مركز الشيخ عيسى الثقافي والذي ينظمه مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي لأول مرة في المملكة خلال الفترة من 7 إلى 8 ديسمبر الجاري بمشاركة دولية واسعة من كبرى مؤسسات التعليم العالي على مستوى المنطقة والعالم.

وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بأن مملكة البحرين بلد السلام والوئام تتميز بمزيجها الاجتماعي المتنوع مما يعزز من قوتها ومكانتها بين الأوطان، مشيراً إلى أن أبناء البحرين بوعيهم وعلمهم هم خير مثال يحتذى في تعزيز قيم التسامح والتعايش، لافتاً إلى أن مملكة البحرين تواصل نهجها القائم على ترسيخ قيم التسامح والانفتاح بما يعزز من التقارب بين الشعوب والثقافات ويعكس رؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

ونوه سموه بالدور الذي يضطلع به مركز الملك حمد للتعايش السلمي في تعزيز قيم التسامح والتعايش، وما يقوم به من جهود كبيرة في هذا الصدد ومنها برنامج كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة سابينزا الإيطالية، وبرنامج الملك حمد للإيمان في القيادة الذي تم اليوم تخريج دفعته الأولى من أبناء وبنات البحرين.

وقال سموه إن العالم اليوم يمر بمرحلة تستوجب على الجميع اتخاذ الخطوات الاستباقية للحفاظ على الأبناء من الأفكار المتطرفة وأهم هذه الخطوات هو تعزيز التعليم لمحاربة هذه الأفكار ونشر قيم التسامح والتعايش والمحبة، مشيراً إلى أن مملكة البحرين حريصة دوماً على تطوير التعليم وفق المنهجيات الصحيحة التي ينعكس أثرها على الجميع.

وبهذه المناسبة، أعرب الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي عن شكره وتقديره لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه على رعايته لهذا المؤتمر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على افتتاحه المؤتمر نيابة عن راعي الحفل. مشيراً إلى أن المؤتمر يأتي انطلاقا من حرص المركز الدائم على إبراز التجربة البحرينية الرائدة في مجال تعزيز قيم التعايش والتسامح وانعكاسها على نظام التعليم في المملكة".

واضاف الشيخ خالد بن خليفة أنه ومن ضمن أهداف المؤتمر الخروج بمرئيات أساسها إقرار وحدة الأصل الإنساني واحترام الاختلافات البشرية من فكر ومعتقد ومذهب وعرق والإيمان بأنه لا ضير من التعايش بسلام ووئام مع تلك الاختلافات، مع الارتكاز على مبادئ احترام الإنسانية والحريات الدينية والتعارف بين الشعوب مع دراسة ومعرفة ماهية الحضارات والأمم البشرية والاطلاع على مختلف الثقافات والأعراف لدى شعوب الأرض. والتأكيد على ضرورة تضمين القيم الإنسانية النبيلة كالتسامح الديني والتعايش السلمي وتقبل الآخر المختلف ضمن مناهج الجامعات ومؤسسات التعليم العالي حول العالم".

ومن أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر ضرورة تخصيص مقاعد مجانية لشباب المنطقة في برنامج كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة سابينزا الإيطالية لتأهيلهم وتخريجهم في تخصصات التعايش والتسامح والحوار بين الأديان. وضرورة إنشاء مراكز دراسات وتدريب ومؤسسات بحثية تعنى بتعزيز مفاهيم التعايش السلمي والتسامح الديني بين الناشئة، ودعم تعاون رؤساء مؤسسات التعليم العالمي وممثلو الأديان بما يضمن تحقيق الهدف الأسمى من القيم الإنسانية النبيلة في نشر السلام والوئام والأمن والاستقرار بين دول وشعوب ومجتمعات العالم. وتخصيص مقررات للتسامح والتعايش السلمي في الجامعات والمعاهد مع الاستفادة من مضامين اعلان مملكة البحرين للتعايش والنموذج البحريني الرائد في ترسيخ عرى التسامح الديني والحوار بين الأديان.

الجدير بالذكر أن المؤتمر اشتمل ضمن فعالياته على 4 جلسات حوارية رئيسية تركزت محاورها على: إدماج مفاهيم التعايش وتقبل الاختلاف والتنوع في المناهج الجامعية، والدور الجوهري لبيئات التعليم التمكينية في تنشئة جيل من سفراء السلام، وتجربة كرسي الملك حمد لدراسات حوار الأديان والتعايش في جامعة سابيانزا، وتطوير التعليم الديني كمدخل لتعزيز التعايش.