يستعد العالم الإسلامي لاستقبال عيد الأضحى بالفرحة وذبح الأضاحي وممارسة التقاليد الاجتماعية والشعائر الدينية، لكن الأهالي في غزة يستقبلون العيد بمزيد من الفقد والألم بسبب الحرب المستمرة منذ نحو 8 أشهر.

مزارع المواشي التي كانت في هذه الأيام من كل عام تعج بأنواع مختلفة من المواشي، تحولت هذا العام إلى أماكن لنصب خيام النازحين.

فقال تاجر المواشي، عدي كوارع: “السنة اللي فاتت كانت الأضاحي متوفرة ورخيصة، لكن هذا العام لا يوجد عجول ولا خرفان بسبب غلاء أسعار المواشي وأسعار الأعلاف”.

وأضاف: “بسبب غلاء الأعلاف بنجمع الطحين والخبز الناشف والعشب علشان نطعم الدواب، ونتمنى تدخل دواب من خارج غزة قبل عيد الأضحى”.

لم يكن غلاء الأسعار هو السبب الوحيد لعدم إقبال الأهالي في غزة على شراء الأضاحي، بل كان الحزن الذي يخيم على القطاع سببا آخر لذلك، حسبما أكد التاجر تامر البنا: “في كل عام في عيد الأضحى كنا مبسوطين ونحتفل بذبح الأضاحي، لكن اليوم الناس معندهاش نفس تضحي لأن عندهم شهداء وبيوت راحت في الحرب”.

41 ألف أضحية العام الماضي

الحصار وإغلاق المعابر سبب رئيسي في عدم توفر الأضاحي وارتفاع أسعارها، حسبما أشار إليه التاجر بلال عاشور، الذي قال “مفيش إقبال حتى من الناس على الأضاحي بسبب غلاء الأسعار لأن الأعلاف غالية وزمان كانت الناس تضحي بـ200 دينار لكن هذا العام وصل سعر الأضحية إلى 1000 دينار بسبب أن المعابر مقفولة”.

الأهالي في غزة يدبرون طعام يومهم بصعوبة، أما شراء أضحية فهو حلم وأمنية تمناها المواطن الغزي محمد الحلبي قائلا: “كل سنة كنا نضحي لكن اليوم نسعى لتوفير أكلنا فقط، بسبب النزوح والحرب المستمرة من 8 شهور”، وتابع: “أنا أمنية حياتي أضحي وبناشد الدول العربية تتبرع لنا بثمن أضحية من أجل حتى الأطفال”.

وكانت وزارة الزراعة في غزة قد ذكرت في بيان أنّ الأضاحي التي تم ذبحها في عيد الأضحى عام 2023، بلغت نحو 17 ألف رأس من العجول، و24 ألف رأس من الأغنام.

وأوضحت الوزارة أن عدد الأسر المضحية بلغ حوالي 130 ألف أسرة بنسبة 28%من إجمالي عد السكان في قطاع غزة.

وتشنّ إسرائيل للشهر الثامن على التوالي حربًا على قطاع غزة، خلّفت حتى أمس الجمعة 36731 شهيدا و83530 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين.