صحيفة القبس


مع اختلاف الأسباب والأعراض يُعتبر الصداع مؤشراً لحدوث خلل في الجسم أو في نمط الحياة يستدعي الانتباه. وقد عرف البروفيسور فواز العنزي أستاذ مساعد أمراض القلب والباطنية بمستشفى جامعة ديوك الأميركية الصداع بأنه ألم يحدث في الرأس وقد يكون على جانب واحد من الرأس أو على كلا الجانبين، وقد يكون في مكان محدد من الرأس، كما أن له درجات متفاوتة قد تبدأ من الطنين الخفيف وصولاً إلى الألم الشديد.

وقال العنزي لـ القبس: أكثر أسباب الصداع تتعلق بالرأس، ولكن قد تكون المشكلة متعلقة بمناطق مختلفة من الجسم، مما يجعل للصداع أنواعاً مختلفة، أشهرها:

1- صداع التوتر:


يرافق هذا النوع من الصداع إحساس خفيف بالألم في جميع أنحاء الرأس، وليس في منطقة محددة، يرافقه شعور بأن رأسك ينبض. وقد تشعر أيضاً بألم حول عضلات الرقبة أو الجبهة أو فروة الرأس أو الكتف. وغالباً ما ينجم عن الإجهاد، ولذلك لا يتطلب مسكن الألم بوصفة طبية، وقد يفي البنادول بالغرض، مع الراحة وتخفيف عوامل التوتر.

2- العنقودي:

يحدث بسبب اضطراب عصبي، ويكون صداعاً قوياً ومتكرراً على جانب واحد من الرأس، ويكون حول أو خلف عين واحدة أو على جانب واحد من الوجه في كل مرة. في بعض الأحيان يمكن أن يحدث تورم واحمرار وتعرق في الجانب المصاب بالصداع، وغالباً ما يحدث احتقان الأنف وألم في العين في جانب الصداع نفسه. ويحدث هذا الصداع في نوبات متتالية، ويمكن أن تستمر كل نوبة من 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، في حين يعاني المصابون من نوبة إلى أربع نوبات من الصداع أسبوعياً.

3- النصفي:

ويُسمى الشقيقة أيضاً، وهو يشبه النبضات الشديدة التي تخرج من أعماق الرأس، وغالباً ما تحدث في جانب واحد، ويمكن أن يستمر هذا الألم لأيام عدة. ويحدّ الصداع النصفي بشكل كبير من قدرة المصاب على أداء عمله اليومي، ويسبب له حساسية تجاه الضوء والصوت، وشعور بالغثيان. كما يرى المصاب أضواء ساطعة عندما يغمض عينيه، وأشكالاً تشبه النجوم، ونقاطاً بيضاء، وخطوطاً متعرجة.

ونصح البروفيسور العنزي بتناول الطعام في الوقت نفسه كل يوم، وعدم تجاهل الوجبات لأن عدم الانتظام في ذلك قد يزيد من خطورة الإصابة بالصداع النصفي، إضافة الى التوتر وعدم انتظام النوم، وأكد على ضرورة تجنب المصاب للأطعمة التي تحفز الصداع النصفي مثل الجبن القديم أو الشوكولاتة أو الكافيين. وأشار إلى أن هذا النوع من الصداع يحتاج دواءً مناسباً.

4- الحساسية أو الجيوب الأنفية:

يحدث صداع الحساسية أو صداع الجيوب الأنفية أحياناً نتيجة لرد فعل تحسسي، ويمكن تشخيص إذا كان الألم الناتج عن هذا الصداع يتركز في منطقة الجيوب الأنفية ومقدمة الرأس (الجبهة)، فالأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية المزمنة أو التهاب الجيوب الأنفية معرضون للإصابة به. ويتم علاج صداع الجيوب الأنفية عن طريق تخفيف المخاط الذي يتراكم ويسبب ضغط الجيوب الأنفية.

5- الهرموني:

عادة ما تعاني النساء من الصداع المرتبط بالتقلبات الهرمونية. وتؤثر كل من العادة الشهرية وحبوب منع الحمل والحمل على مستويات هرمون الإستروجين، ما قد يسبب الصداع الهرموني. وينتهي هذا النوع من الصداع بانتهاء تلك الفترة، وتقل حدته بمجرد أخذ مسكن.

6- الكافيين:

يؤثر الكافيين على تدفق الدم إلى المخ، لذلك فإن تناول الكثير منه يمكن أن يسبب الصداع، والذي يُمكن تعريفه باسم «صداع الكافيين». لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المتكرر معرضون لخطر الإصابة بهذا النوع من الصداع بسبب استخدامهم للكافيين. أيضاً العكس قد يحصل، فعندما تعتاد على تعريض دماغك لكمية معينة من الكافيين كل يوم، قد تصاب بالصداع إذا لم تحصل عليها باستمرار، وقد يعاني من يقلل من الكافيين من أعراض الانسحاب، والتي تأتي على شكل نوبات صداع أيضاً.

7- الإجهاد:

يحدث صداع الإجهاد بسرعة بعد فترات من النشاط البدني المكثف مثل رفع الأثقال والجري وحتى بعد العلاقة الحميمة، إذ يُعتقد أن هذه الأنشطة تسبب زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، ما قد يؤدي إلى صداع نابض على جانبي الرأس. لذا عليك تفادي الإجهاد واستشارة الطبيب إذا استمر الأمر.

8- ضغط الدم المرتفع:

ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب لك صداعاً يعرف بصداع ضغط الدم المرتفع، وهو عادة ما يكون في الجهة الخلفية من الرأس وبعض الأحيان على الجانبين، وغالباً ما يشعر المريض أن رأسه ينبض، وقد يواجه أيضاً تغيرات في الرؤية أو التنميل أو الوخز أو نزيف الأنف أو ألم في الصدر أو ضيق في التنفس. وقال العنزي: «إذا كنت تعتقد أنك تعاني من صداع ارتفاع ضغط الدم، فعليك الحصول على رعاية طبية فورية». وعادة ما يختفي هذه النوع من الصداع بعد وقت قصير من السيطرة على ضغط الدم.

الوقاية

أشار العنزي لبعض الطرق التي تسهم في تقليل نوبات الصداع أو منعها، وهي:

1- ضبط سكر الدم:

يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى الصداع، لذلك يجب تناول الطعام بشكل دوري أثناء الأوقات المحددة. وينصح بأكل أغذية تحتوي على المغنيسيوم، مثل الأسماك والمكسرات؛ لأنها تهدئ العضلات والأعصاب.

2- فحص الأسنان:

قد يكون الضغط المتواصل على الأسنان أثناء النوم أحد أسباب الصداع؛ لذلك لا بد من الذهاب إلى الطبيب لمعالجة هذه المشكلة إن وجدت.

3- قلة أو زيادة النوم:

إذا كان الصداع يصيب المرء خلال أيام الإجازات أو في صباح أول يوم عمل في الأسبوع، ينبغي ضبط عدد ساعات النوم، فقلة النوم أو زيادتها تتسبب في الإصابة بالصداع.

4- فحص النظر:

طول أو قصر النظر يؤدي الى الصداع، خاصة بعد القيام بأعمال تتطلب القراءة أو الكتابة؛ لذلك يجب الذهاب إلى طبيب العيون لفحص النظر.

5- الـتأمل والاسترخاء:

يعد التوتر واحداً من أسباب الصداع، لذلك يجب تعلم تقنيات وتدريبات تساعد على الاسترخاء.

6- شرب الماء:

شرب الماء من أهم عوامل تفادي الإصابة بالصداع؛ لذلك ينصح بشرب ما لا يقل عن ليترين من الماء يومياً.

7- ممارسة الرياضة:

ممارسة الرياضة في الهواء الطلق تزود الجسم بكمية كافية من الأكسجين. وينصح بممارسة الرياضة 30 دقيقة في الأسبوع على الأقل للحد من الإصابة بالصداع. وإذا لم تنجح هذه الطرق في القضاء على الصداع، فينصح باستشارة الطبيب.