لاشك أن الكلمة المسموعة والمرئية بات لها دور كبير في أوقات السلم والحرب على حد سواء لما تشكله من انفعالات وردود فعل داخل الرأي العام، وما تغرسه من ثقافات وأفكار داخل عقول متابعيها، وبات دورها أكثر تأثيراً مع التقدم الكبير في تقنيات استخدامها من وسائل إعلام حديثة وغيرها، ويعتبر العالم أن حرية الرأي والتعبير من الحقوق الأساسية للإنسان ومؤشر كبير على مدي ما تتمتع به الأمم من ديموقراطية شريطة أن تكون متجردة وذات مصداقية بعيداً عن ترويج الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تمثل جريمة معلوماتية، لذا يحتفل العالم كل عام من شهر مايو باليوم العالمي لحرية الصحافة تكريساً لهذا النهج العالمي، وتزامناً مع هذا الاحتفال العالمي يمثل يوم السابع من مايو كل عام يوم عرسٍ للصحافة البحرينية التي أجادت الكلم وامتطت جواد حرية الرأي والتعبير فعبرت عن القيم الوطنية العليا والمبادئ والتطلعات التي يقدرها الشعب البحريني بجميع طوائفه فحققت مسيرة حضارية زاخرة من خلال كلمتها المسموعة والمرئية، وهذه الحرية التي تنعم بها بفضل المناخ الإعلامي المنفتح الذي كان أحد مخرجات النهج الديموقراطي والمسيرة التنموية الشاملة لصاحب الجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خيفه عاهل البلاد حفظه الله ورعاه، وكان نتيجة للدعم الكبير من قبل جلالة الملك للصحافة الوطنية المسؤولية وتنمية دورها المهني والحضاري أن أضحت الصحافة البحرينية ركيزة أساسية في النهضة الوطنية، حيث تضطلع بدور وطني كبير لتكريس هذه الديمقراطية والتعبير عن كافة الاتجاهات الفكرية، وتنمية الوعي الوطني بالقضايا الهامة من خلال المواد التي تقدمها بشكل من الموضعية والمصداقية وهو الدور التنويري والتثقيفي لها فساهمت في تشكيل رأي عام وطني يدافع عن مصالح الوطن ووحده مجتمعة وترابه الوطني ومدافعاً أيضاً عما حققه من إنجازات خلال مسيرته التنموية، وهو ما تجلي خلال الفترات التي تعرضت لها المملكة لحملات إعلامية عدائية استهدفت النيل من نسيجه الوطني وزعزعة أمنه واستقراره والإساءة للمملكة بشكل عام، فشكلت الصحافة الوطنية خط الدفاع المعنوي عن أمن واستقرار المملكة، واستطاعت عبر وسائلها المختلفة أن تبين الحقائق تدحض ما نشرته الوسائل المعادية من زيف وإشاعات، فتباري كتابها الأجلاء من جيل الرواد والمثقفين في إعلاء كلمة المملكة ورفع راية حرية القلم فوق سماء الحرية التي تنعم بها المملكة.