تناولنا في المقالة السابقة أهمية الاتصال الذاتي، والاتصال الشخصي ودورهما في العملية الانتخابية، وسنتناول في هذه المقالة دور الاتصال الجمْعي، والاتصال الجماهيري، والاتصال الجديد.

أما بخصوص الاتصال الجمْعي، فيشير أحد الباحثين إلى أن هذا النوع من الاتصال يحتلُّ مكاناً وسَطاً بين الاتصال الشخصي والاتصال الجماهيري، ويتميَّز بالتفاعل بين أعضائه ووحدة الاهتمام والمصلحة، ومثلُ ذلك لقاءات المترشحين السياسيين مع الدوائر الانتخابية من خلال الندوات والمحاضرات.

وبخصوص الاتصال الجماهيري يمثل كل من التلفزيون والإذاعة والصحافة مصدراً مهماً من مصادر التنشئة السياسية، وتستطيع أن تؤثر في التوَجُّهات المعرفية للفرد، وتُنَمِّي ثقافته السياسية بالقضايا والمؤسسات السياسية في مجتمعه، وعن رجال السياسة أنفسهم. وقد أدت وسائل الاتصال الجماهيري دوراً كبيراً في تطور الأنشطة السياسية في العصر الحديث، وأصبحت هذه الوسائل ذات اتصال تفاعلي، مما يسمح بمشاركة الجمهور في العملية الاتصالية اعتماداً على التطوّرات التكنولوجية الحديثة.

أما على مستوى أدوات الإعلام الجديد، مثل شبكات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، والمنتديات، والصحف الإلكترونية وغيرها، فقد أكدت العديد من الأبحاث، وبصورة واسعة، وجود علاقات إيجابية كبيرة ومهمة بين استخدام وسائل الاتصال الجديدة والمعرفة السياسية وأيضاً المشاركة السياسية، وعلى أقل تقدير خلال فترة الحملات الانتخابية. كما تُصنَّف وسائل التواصل الجديدة ضمن العوامل المؤثِّرة في العملية الانتخابية ذاتها.

* أستاذ الإعلام المساعد - جامعة البحرين