البيئة البحرية البحرينية، كثيرة البيئات المختلفة في التضاريس من عشبية ورملية وصخرية وطينية، والتي تتخذها الأحياء البحرية على تنوعها وأصنافها مأوى لها وأيضاً لتكاثرها في مأمن من الأسماك التي تطاردها لتتغذى عليها، في ماضي الزمن هذه البيئات كانت بعيدة إذ السفن الخشبية وتسير بالشراع ولايوجد ثلج لحفظها طازجة، وهذه البيئات تكونت منذ ملايين السنين، وأوجدها الخالق جل وعلا، ودمرتها وسائل الصيد الحديثة، هذه البيئات الحاضنة للأحياء البحرية الضعيفة، ليس لها موقع واحد فقط، وأعتقد أن المسؤولين عن البيئة البحرية لديهم مسح كامل وشامل لها، ولا أدعي بأني أقترح عليهم إجراء هذه المسح الضروري، لعلمي بأنه عندما كان السيد جاسم القصير مسؤولاً عن الثروة البحرية والمحافظة عليها لديمومتها وعدم انقراضها، يتابع ما أكتب عن مواضيع متواضعة لهذا الخصوص، كان يرد عليّ بأسلوب يجبرني بأن أطمئن.

في أحد المواضيع في زمانه كتبت عن حجم الكنعد الصغار المطروح في الأسواق والذي في حجم العوم –السردين الصغير– فكان جوابه سنتخذ من الإجراءات ما يلزم، منها توسعت عيون شباك صيد الروبيان، كون الكنعد يتغذى في صغره على الروبيان، وكان في وقت حظر صيد الروبيان يسمح لأصحاب الحظور بصيد ما دخل من الروبيان في حظورهم وعرضه في السوق، مع إلزام صاحب الحظرة أن يبرز لمفتش سوق السمك الرخصة التي زود بها، وإلا عُد متجاوزاً لصيد الروبيان أثناء فترة الحظر.

الروبيان المعروض في الأسواق الآن جداً صغير، لا أدري لعل المناخ هذا العام وتقلباته له أثر على حجم الروبيان المعروض؟

السؤال المطروح، كم عدد البيئات البحرية المتواجد فيها الروبيان، وهل هي متقاربة أم بعيدة عن بعضها البعض؟

وإذا بدأ صيد الروبيان من بعد الحظر، وكانت البيئات الروبيانية متباعدة، لماذا لا نمنع الصيد في بعضها ونترك الأخرى لفترة قادمة يحددها الخبراء عن الثروة البحرية؟ والغرض من ذلك تكاثرها وكبر حجمها، وهذا الاقتراح يجب أن يسري مفعوله على الأنواع السمكية الأخرى مثل الصافي والهامور والجنم والبياح والصبيطي وغيرها؟

لقد امتلأت الأسواق بأسماك جُلبت من الخارج وسبقتها دعاية بأنها أسماك دهنية وتحتوي على «أوميغا 3» وأخذت تنافس أسماكنا المحلية، لأنها تسبقها دعاية نشطة بأنها خيرٌ من أسماكنا، والسؤال هل أسماكنا لا تحتوي على زيوت «أوميغا»؟ راجياً للمسؤولين عن البيئة والثروة السمكية كل توفيق وسداد.