بيَّنَّا في المقالة السابقة، بناءً على الدراسات الميدانية أهمية الاتصال الشخصي في الانتخابات البحرينية؛ لذلك فقد مثَّل الاتصال الشخصي بمستوياته المختلفة دوراً مهماً ومؤثراً في أغلب الانتخابات البحرينية، وذلك من خلال التقاء المترشِّح مباشرة برؤوس العائلات وقادة الرأي داخل هذه المجتمعات، والقيام بعملية «التَّرْبِيْطَات» الانتخابية التي لاشك في أن لها تأثيراً حاسماً في تحديد نتيجة الانتخابات في هذه الدوائر.

على أنه رغم التسليم بقوة وتأثير الاتصال الشخصي إلا أننا لا نُقَلِّل من أهمية الاتصال الجماهيري، ووسائل التواصل الاجتماعي، ونقصد من هذا أنْ نبيِّن - كما يرى «ولبر شرام» - أن الوسائل التقليدية كالسوق والمقهى والجماعات المحلية تضطلع بدورٍ مهمٍّ في تعميق تأثير وسائل الاتصال الجماهيري؛ لذلك سنتناول في هذه المقالة مدلولات نتائج هذه الدراسات بخصوص وسائل التواصل الاجتماعي التي كشفت عن أنّ وسيلتي «واتسأب» و«إنستغرام» جاءتا في مقدمة وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً واهتماماً من جانب المترشحين في السنوات الأخيرة.

ويعود اهتمام المترشحين بهذه الوسائل إلى زيادة وعُلُوِّ تأثيرها وسرعة انتشارها وتزايد عدد متابعيها؛ وذلك نظراً لانتشار استخدام الهواتف الذكية وتعاظُم ذلك على نحو واسع من قِبَل مختلف أطياف المجتمع البحريني، وهو الوضع الذي ساعد على التواصل على أوسع نطاق مع أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. وبالنظر لِما تتميز به هذه الوسائل من سهولة الاستخدام من قِبَل المرسِل والمتلقِّي مهما بلغت ثقافتهما واستيعابهما لها. وعن طريق هذه الوسائل قام عدد كبير من المترشحين بنقل رسائلهم النصية، وهذا يبيِّن بوضوح أهمية وجدوى الدور الذي ينهض به الإعلام الجديد في وقتنا الحاضر في مخاطبة جمهور الناخبين بأسهل وأسرع وأوفر الطرق، ودوره كذلك في التواصل المستمر والخاص لاحقاً بين النائب والناخب.

ومن خلال ملاحظة الكاتب ومتابعته لحسابات كثير من المترشحين في مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وجد أن هناك اهتماماً ومشاركةً وتفاعلاً كبيراً من قبل المترشحين بـ«إنستغرام» مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي الأخرى؛ مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«سناب شات»، والتي يقلّ اهتمام المترشحين ومن ثم النواب بهذه الوسائل بصورة كبيرة جداً. فعلى سبيل المثال نرى أن الأغلب الأعمّ من المترشحين، لديهم حسابات «إنستغرام». أما عن مدى تفاعل ومشاركة المترشحين في هذه الحسابات فيتبيّن أنَّه صار لديهم في السنوات الأخيرة تفاعل كبير مع عموم مستخدميها.

ويرى الكاتب أنه كان من الأجدى، والأفضل للمترشحين الاهتمام أولاً بـ«فيسبوك»، وبالدرجة الثانية «سناب شات»، ثم «إنستغرام»، وأخيراً «تويتر»؛ وذلك أن إحصائية مُجراة في مملكة البحرين تفيد بأن أكثر وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً في البحرين من حيث الترتيب هي «فيسبوك»، وآخر وسيلة هي «تويتر».

* أستاذ الإعلام المساعد- جامعة البحرين