يقاس رقي المجتمعات وتحضرها، بقدرتها على احتضان كل مكوناتها الاجتماعية ضمن عملية تنموية شاملة، تسعى لأن ينال كل فرد نصيبه من التعليم والصحة والخدمات العامة والوظيفة، إلى جانب ما توليه من عناية للفئات الأولى بالرعاية، خصوصاً النساء والأطفال وكبار السن والمعاقين.

ولا شك في أن مملكة البحرين، وبفضل التوجيهات الملكية السامية، قد حققت خلال السنوات الماضية تقدماً ملحوظاً في تأهيل وتمكين ذوي العزيمة، وعلى مدى سنوات أقرت مملكة البحرين العديد من القوانين والتشريعات والمبادرات المتميزة والهادفة إلى إدماج ذوي العزيمة في مختلف القطاعات، مع ضمان حصولهم على فرص متساوية في التعليم والصحة والتأهيل والتدريب المهني، وصولاً إلى إدماجهم في سوق العمل بفرص متساوية مع أقرانهم من المواطنين.

ولم تقتصر عملية توفير البيئة المناسبة لإدماجهم على الجهات الحكومية أو الأهلية فقط؛ بل كان للسلطة التشريعية، ممثلة في مجلس النواب دور هام وفاعل، ليس عبر التشريعات والقوانين الخاصة فحسب، بل أيضاً عبر مبادرة الأمانة العامة للمجلس، وبدعم من الرئيس معالي السيد أحمد المسلم، بإطلاق المنتدى النيابي لذوي العزيمة 2023، في يونيو الماضي.

الحدث مثل نقلة نوعية عبر ما قدم من مبادرات متميزة وحلول وآليات لتمكين ذوي العزيمة وانخراطهم في المجتمع، كما تضمن إعلان المجلس إطلاق جائزة محكمة تحت عنوان «جائزة تمكين ذوي العزيمة»، والتي تعنى بالمبادرات والبرامج التي تخدم ذوي العزيمة من قبل الجهات الرسمية والأهلية والأفراد.

الجائزة، والتي أعلن عنها مؤخراً، تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف عبر دعم وتشجيع ذوي العزيمة لتحقيق الإنجازات، والتعريف بالمؤسسات والأفراد الذين يسهمون في تحسين حياة ذوي العزيمة، وتشجيع المبادرات والبرامج والابتكارات في مجال تمكين ذوي العزيمة، وتعزيز الوعي بحقوق ذوي العزيمة وإبراز دورهم في المجتمع، وزيادة التعاون والشراكات بين مختلف الجهات لتحقيق تحسينات مستدامة في حياة ذوي العزيمة، وأخيراً تكريم جميع الجهود المبذولة في تمكين ذوي العزيمة.

مبادة نوعية وخلاقة بجهود مشكورة ومقدرة لمعالي رئيس مجلس النواب وسعادة الأمين العام للمجلس، تؤكد أن البحرين كانت وستبقى بلد الإنسانية والتحضر خدمة لجميع أبنائها.

إضاءة خير

في شهر سبتمبر الماضي، حقق المتسابق البحريني إبراهيم اليافعي، المركز الأول في جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال ذوي الإعاقة في نسختها السابعة والعشرين، ضمن 121 مشاركاً يمثلون العشرات من مؤسسات التأهيل ومدارس تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية في دول مجلس التعاون الخليجي.

كما حققت مملكة البحرين المركز الثاني في مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في نسختها السابعة، والتي أقيمت بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بفوز المتسابقة البحرينية أمة الرحمن بديع مطهر في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً.