الأستاذ الكبير مبارك الخاطر «1935- 2001»، هو مؤرخ وأديب وشاعر بحريني، يمثل ظاهرة متميزة تستحق الدراسة، حيث تمتع بحضور قوي في الساحة الأدبية والشعرية والتاريخية ليس في البحرين فحسب، وإنما على مستوى الخليج العربي. وكان له دور بارز في إثراء الحياة الأدبية والفكرية وله الكثير من المؤلفات من بينها: «نابغة البحرين عبدالله الزايد»، و«القاضي الرئيس قاسم بن مهزع»، و«الكتابات الأولى الحديثة لمثقفي البحرين»، و«المنتدى الإسلامي»، وغيرها من الكتب والدراسات المنشورة في العديد من الصحف البحرينية والخليجية والعربية، إضافة إلى الدواوين الشعرية، مثل: «أحاديث سمك»، و«الصك».

ولمؤرخنا وأديبنا وشاعرنا الكبير مشاركات صحفية في عدد من الصحف البحرينية التي صدرت في فترة الخمسينات، حيث قدم الخاطر مقالات وقصائد في هذه الصحف، والتي تعكس تفانيه في خدمة الأدب والثقافة والتاريخ، في فترة مبكرة من حياته.

ليس هدف هذه المقالة تحليل ما كتبه الأستاذ الخاطر، ولكنه توثيق ملخص لمشاركاته الصحفية في بعض الصحف البحرينية التي كانت تصدر في فترة الخمسينات، حيث بدأ الكتابة أولا في مجلة «صوت البحرين» في عام 1950، وهو ابن الخامسة عشر من عمره، ثم في صحيفتي الخميلة والقافلة، وفيما يأتي أبرز مشاركات المؤرخ مبارك الخاطر في فترة الخمسينات.

أولا: أحد مشاركات الخاطر في مجلة «صوت البحرين: 1950-1954»:

فقد كتب الخاطر مقالا في العدد السادس من عام 1950، يحث القائمين على المجلة على ألا يكونوا عقبة أمام الشعراء الناشئين.

ثانيا: بعض مشاركات الخاطر في جريدة «الخميلة: 1952-1956»:

فقد كتب الخاطر في عامي 1952 و1953 أكثر من مقال عن حياة نابغة البحرين عبدالله الزايد تحت عنوان: عبد الله الزايد شذرات من حياته الأدبية (1)ـ، و(2)، كما كتب عن شعره تحت عنوان: الحنين إلى الوطن للأديب البحريني الكبير عبدالله الزايد.

وذلك بعد تلقي الخاطر رسائل كثيرة تطالبه بنشر قصيدة المرحوم عبد الله الزايد في رثاء نفسه وهو على فراش الموت، واستجاب الخاطر وقام بنشرها في هذا المقال.

كما كتب الخاطر قصيدة شعرية أهداها إلى روح شاعر تونس أبي القاسم الشابي قال في مطلعها:

أبا القاسم اصغ لهذا الخبر

فتونس هبت لنيل الظفر

لقد أصبحت وطموح الحياة

بأبنائها الغر بادي الأثر

بلاد تمرد أحرارها

على الغاصبين قصار النظر

ثالثاً: بعض مشاركات الخاطر في جريدة «القافلة: 1952-1954»:

وفي عام 1953 كتب الخاطر قصيدة بعنوان: بلادي، نشرها في جريدة القافلة وصف فيها مشاعره وحبه تجاه البحرين، كما كتب مقالاً بعنوان حول اسم «محمد»، يناشد الخاطر حكومة البحرين والجهات المعنية بالتدخل بشأن الطبيب الإنجليزي الذي أطلق على كلب له اسم محمد، ويقول الخاطر: «طالعت في العدد التاسع عشر من القافلة الزاهرة ما نصه «أطلق أحدهم.. وهو طبيب إنجليزي معروف.. اسم «محمد» على كلبة نكاية في الدكتور محمد مصدق، والغريب في الخبر أن «محمد» اسم يجله العالم الإسلامي لارتباطه بأقدس مقدسات دينية. فأين الذوق في هذه التسمية».

خاتمة:

لقد بدأت صحافة الخمسينات عام 1950 وأوقفت في عام 1956، وذلك بعد قرار المحتل الإنجليزي إيقاف الصحف البحرينية عن النشر، لتضامنها مع مصر إثر العدوان الثلاثي عليها، وكان الخاطر الذي في ولد في 1935 حينها في عمر الشباب ما بين 15 و21 سنة تقريباً.

تلك الإسهامات الوطنية أدبياً وإعلامياً في هذه الفترة الحرجة تاريخياً، وهو مازال في العقد الثاني من عمره، مؤشر صريح على نابغة أدبية جديدة، وقامة تاريخية فذّة، بدأت في الصعود في ميدان الأدب والتاريخ والنقد والتأريخ والصحافة والشعر، لم يكن ليطول الزمن بنا، لنراه بعد ذلك وقد امتلك الساحة بجهد حثيث ومحترف في مؤلفاتٍ تاريخية وفي التراجم والأدب، ما غطّى مساحات لم يكن ليشغلها غيره.

نعم لقد كان الأستاذ المؤرخ مبارك الخاطر شعلة مضيئة في تاريخ المؤرخين، ليس على مستوى البحرين فحسب، بل خليجياً وعربياً، حيث لا تزال إسهاماته محطّ أنظار الباحثين والمهتمين في سردية تأريخ المنطقة في ميادين كثيرة، اقتحمها بمؤلفات كثيرة، تستحق النشر والدراسة والتحليل.