لا تحلو البداية ولا يكتمل الجمال إلا بالتغني بحب البحرين، حب البحرين الذي تأصل في القلب منذ عمر المهد، حب البحرين الذي سقاه لنا الآباء وعلمونا أن البحرين دار الكرامة وترابها الغالي لا تعدله الأثمان، البحرين وإن بعدت عنها أياماً زار طيفها الأحلام، ولا تستقر النفس ولا تقر العين حتى تلامس الأقدام ترابها الطيب، أرض الكرامة والأمن والسلام، التي كم تغنى بمجدها الشعراء، ومنها أبيات شاعر البحرين الكبير الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة رحمه الله قائلاً:

أنا البحرين سلْ عني الليالي
تجبك بما تسر به المعالي
بي البترول في الهضبات جار
وفي بحري الثمين من اللآلئ
تضيء جزائري در
بدت في ذهن رسام خيالي

هذه المملكة الغالية التي حباها الله بحكام كرام وشعب كريم، شعب لا يتغير وده ولا يعوج وفاؤه لأي غاية، بل يتصدى لكل الغايات مهما زينت لهم الأهداف فالحب واقف على حب أرض البحرين وحكامها، وما تقلد من أبنائها من مناصب وما حاز من جاه، فكله وجميعه لرفعة البحرين وأمنها وسلامها الذي هو الغاية الأولى، الذي لا تأتي بعده غايات.

حب البحرين تعلمناه من أهلنا ومن معلمينا الذي كانوا يجتهدون في صياغة الأناشيد التي تعبر عن حب البحرين في كل المناسبات، وقد كان وما زال نشيدهم تحية للعلم البحرين والنشيد الوطني الذي يبتدئ به اليوم الدراسي، هذا بعض مما تعلمنا منه حب البحرين أرض السلام والوئام، ولم تقف دروس الحب والولاء لمملكتنا الغالية عند هذا الحد، بل سبقها حب الآباء والأجداد لترابها الغالي، والذي تغنوا به في أهازيج «الهول يا مال» على الأسياف وعلى مراكب البحر التي كانت تجوب مياه الخليج للبحث عن اللؤلؤ، هذا الحب الذي لم يمنعهم صعوبة العيش، وكان وقتها الجميع يعمل ويكد من أجل معيشته ومن أجل العيش بكرامة من عرق جبينهم، وهذا هو من سير النبلاء الذين خلد أسماءهم التاريخ الذين تعلقوا بأوطانهم وفنوا أعمارهم وقدموا أموالهم في سبيل الدفاع والجهاد لحفظ الأمن والاستقرار في ديارهم.

ولا يحلو كذلك الختام ألا بالترحيب والسلام فيا مرحباً وألف سهلا في دار بو سلمان دار العزة والكرامة والأمان.