لقد ودعنا العطلة الصيفية بما فيها من أنشطة وبرامج ترويحية، تلك الفرصة الذهبية التي تعطي مجالاً للشباب والأطفال والناشئة على حد سواء للمشاركة في مختلف البرامج الشبابية والأنشطة التطوعية، والاستفادة من البرامج التدريبية المتنوعة المطروحة من قبل الجهات المختلفة وعلى رأسهم وزارة شؤون الشباب، وهي الجهة القائمة على تنظيم أكبر برنامج شبابي استمر على مدى حوالي 24 عاماً حيث انطلق مشروع مدينة شباب 2030 بمبادرة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب في عام 2010 بهدف اكتشاف المواهب الشبابية وتمكين الشباب من أسباب التميز وجعل الشباب البحريني الخيار الأول في سوق العمل.

ويقدم من خلال مدينة الشباب 2030 العديد من البرامج التي تسهم في تنمية قدرات الشباب، وبناء المهارات القيادية لديهم، حيث تقام هذه المدينة الشبابية على أرض المعارض.

وقد تشرفنا بجولة للتعرف على برامج مدينة الشباب 2030 وهي عبارة عن محطات في مجالات مختلفة مثل: التدريب على ريادة الأعمال، والتدريب على مهارات الإعلام المتنوعة، وتدريبات رياضية وغيرها، حيث قامت سعادة الشيخة دينا آل خليفة مستشارة التخطيط والتطوير بوزارة شؤون الشباب بعرض وتوضيح البرامج التي تقدم من خلال المحطات الموجودة في مدينة الشباب، وأثرها على تنمية قدراتهم، كما وضحت مدى مخرجات التدريب بهذه البرامج التي استفاد منها الشباب حيث يتم تقييم مخرجات التدريب بتكليف الشباب المشاركين بتنفيذ مشروع يعكس مدى اكتساب الشباب للمهارات، ويتعرض الشباب هذه المشاريع على مسرح مدينة الشباب حيث يتم عملية تقييم المشاريع التي أعدها الشباب، حيث عرض الشباب المشاريع التالية: عرض أزياء من تصميم المتدربين في مجال الأزياء، كما عرض الشباب المشاركون في ورشة تصميم المجوهرات برعاية «مجوهرات الكوهجي» مسابقة لأفضل التصاميم وتم إعلان التصاميم الفائزة والتي ستنفذ من قبل ورشة مجوهرات الكوهجي وستعرض في معرض المجوهرات الذي سيقام نهاية هذا العام، هذا وقدم الشباب المشاركون في ورشة تعليم الطبخ مأدبة عشاء حيث قاموا بطبخ أصناف متعددة تدربوا على إعدادها، بالإضافة لعرض مواهب الشباب في مجال الغناء والعزف.

كما لاحظنا إقبالاً كبيراً من الشباب على محطة الصحة والرياضة حيث شارك الشباب في دورات تدريبية حول الإسعافات الأولية، وحصلوا على تدريبات في مجال الألعاب القتالية، ومما لاشك فيه، فإن هناك مساحة للترفيه يستفيد منها الشباب المشاركون حيث خصصت محطة لتناول الوجبات الخفيفة، والتي تقدم من قبل مطاعم شبابية بحرينية، وكذلك ساحة للألعاب الترفيهية المتنوعة مثل الألعاب الإلكترونية، والألعاب الذهنية، وألعاب المهارات الرياضية المتنوعة.

وقد أفادت سعادة الشيخة دينا آل خليفة بأنه من الجوانب الإيجابية التي تعبر عن مدى جودة مخرجات التدريب بهذه المدينة اهتمام عدد من السفارات بالمشاركة لنقل تراثهم وثقافاتهم في المجالات المختلفة مثل الأزياء، والطبخ، مما يعزز مبدأ التبادل الثقافي بين مختلف الشعوب.

وقد استوقفني تطوع عدد كبير من الشباب في مجال التنظيم، تلك المشاركات التطوعية التي تعزز حب الشباب للعمل التطوعي وتشجيعهم على خدمة الناس والمجتمع، حيث شارك أكثر من ثلاثمائة شاب متطوع قدموا إسهامات متنوعة مثل الإشراف على سلامة المشاركين في باصات النقل، وتنظيم برنامج المسرح، والإشراف على النظام في أرض الموقع.

وإننا لنتمنى استمرار برامج مدينة الشباب في شكل فروع تقام في الجامعات لتسهيل وصول الشباب لها واستمرار الاستفادة منها، فلسعادة الشيخة دينا آل خليفة كل التقدير على توضيحها لبرامج مدينة الشباب 2030 للإعلاميين والصحفيين وإبرازها لنتائج هذه التجربة الفريدة، ولسعادة وزير شؤون الشباب روان بنت نجيب توفيقي وافر التقدير.. ودمتم سالمين.