نكرّر القول، ونضع ألف خط تحت هذه الجملة: أكبر نعمة حبانا الله بها على هذه الأرض تتمثل بهذا الملك الإنسان والد الجميع، الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه المولى وأطال في عمره.
كبحرينيين نفخر بوالدنا، فهو رمز للتسامح والعفو وصانع الفرح في القلوب، هو الرجل الذي يمنح الفرص تلو الأخرى للجميع، متوسّماً الخير في الكل، علّ من ضل الطريق يصحح مساره، وعلّ من أخطأ يعود ويكون جزءاً من الإصلاح، ويدرك بأن البحرين بلاده التي لن يجد أحن منها عليه، وأن في ملكه أباً حانياً وإنساناً يعفو ويصفح ويدعو للجميع بالهداية والخير.
طوبي لعوائل المفرج عنهم بموجب العفو الملكي، فرحتكم يدركها ويقدرها الجميع، فمن منا أصلاً يريد أن يفقد عزيزاً أو يبتعد عنه لمدة طويلة؟! حتى وإن أخطأ وارتكب ما يوجب القانون بأن يحكم فيه، إلا أن الأمل دائماً بالصفح والعفو بما لا يخل بالحقوق العامة، والأمل دوماً بولي الأمر ووالد الجميع، القائد الذي دائماً بعفوه وكرمه وصفحه ومكارمه يفرض على الجميع القول: لله درّك يا أبا سلمان.
هذا الرجل الذي يعبّر شعبه المخلص عن حبهم العميق له دائماً، لا يعرفون المجاملة فيه، إذ بالنسبة لهم هو "خط أحمر"، هو رمز الدولة، والقلب الحنون على أبنائه، والرجل الشجاع الجريء في خطواته. بالتالي حينما تتحدث عمن تحب، لا تكفيك الكلمات، وكشعب تربينا على حب هذه الأرض والتصاقنا بقيادتها، يمثل لنا حمد بن عيسى حباً من نوع خاص.
إنسانية هذا القائد تمثلت في مواقف عديدة، مواقف تصعب على كثير من البشر التمثل بها، فما بالكم برجل يملك القوة ويملك السلطة وبيده مقدرات إدارة البلد وهو رأس السلطات فيها، ما بالكم برجل يقدّم العفو والصفح والتسامح وطولة البال على الصرامة والقوة؟!
تذكرون عدد مرات العفو الملكي الذي صدر عن جلالته، وبعضها حالات كان الناس يستغربون منها، لأنهم كانوا يطلبون عدم التساهل مع المسيئين، لكن حمد بن عيسى حينها كان يقدّم درساً رفيع المستوى لجميع أبنائه البحرينيين، تمثل بأن "العفو" عند المقدرة يمثل أعلى مراتب القوة، بأن "التسامح" مع أبناء بلاده يأتي من قناعة "الأب" بأن الخير موجود في الجميع، وأنه لو ضل بعضهم الطريق، ولو تأثر بعضهم بأفكار يسوّقها أناسٌ مريضو الأنفس والضمائر وأصحاب الأجندات، فإنه رغم ذلك يبقى المغرر بهم "أبناءه"، يظل هؤلاء أبناء البحرين، ووالدهم ورمزهم الأول هو جلالة الملك، وهو الذي يحميهم.
نقول في البحرين أن الحمد لله بأن لدينا رجلاً يتعامل مع الجميع بـ"أبوية" راقية المستوى، رجل مثل حمد بن عيسى يقدّم الحلم والتسامح والعفو قبل العقاب، مثل هذا الرجل تستحق أن تصفّق له إعجاباً، بل يجب أن تفخر به كونه قائدك وملكك والأهم والدك الذي تثق في عفوه وحلمه ورفعة أخلاقه.
حمد بن عيسى هو فخرنا، قائد نتشرّف به وبمواقفه، نتعلّم منه الإنسانية والتسامح والتعايش، والقدرة على احتواء الجميع تحت مظلة أبوّته، التي فاقت كلّ تصوّر. يبقى حمد بن عيسى عالياً بإذن ربه وتوفيقه في الحق، فيه يعلو ولا يعلى عليه.