قبل أن اتطرق إلى سيرته الذاتية وإلى خبرته العملية والعلمية، أود الإشارة هنا إلى أني تشرفت بالتعلم والتتلمذ على يده منذ عام 2006 وما زلت، فقد تصادف عملي في مركز البحرين للدراسات والبحوث مع وجوده كمستشار لبرنامج الدراسات الاستراتيجية الدولية وحوار الحضارات، وقد عملت معه كباحث متدرب ثم مساعد باحث تحت إشراف ومتابعة مباشرة من الدكتور، الأمر الذي اسهم في تنمية مهاراتي البحثية وحتى العلمية، في مجال العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية، وأضاف لي أبعاداً أكثر في منطلقات التحليل والتنظير في العلوم السياسية أسهمت في حصولي على الماجستير في العلاقات الدولية.

فالدكتور محمد نعمان جلال سفير سابق لجمهورية مصر العربية الشقيقة في باكستان والصين ومساعد وزير الخارجية المصري للتخطيط السياسي والاقتصادي، إضافة الى العديد من المناصب الإدارية والاستشارية، كما أسهم في إثراء المكتبة العربية والإسلامية والدولية بنحو أكثر من 45 كتاباً سواء منفرداً أو بالتعاون مع الكفاءات العلمية، كما لا أنسى أنه في تسعينات القرن العشرين صنف في الموسوعة الدولية «who’s who International»، ضمن أبرز الشخصيات العالمية، وله العديد من الإسهامات البحثية المنشورة والمشاركات الدولية في المنتديات والمؤتمرات إضافة الى المقالات في صحف بحرينية ودولية، عل بعضها جمعني معه مثل مجلة الدراسات الاستراتيجية فعملت بتوجيهاته كسكرتير تحرير للمجلة في حين كان الدكتور مدير التحرير، إضافة إلى التقارير الاستراتيجية والعديد من الإصدارات الأخرى في مركز البحرين للدراسات والبحوث.

وأسهم بمؤلفاته البحثية والأدبية في إثراء الفكر العربي خاصة في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية ومجال الفكر الإسلامي فنشط الدكتور بشكل واضح في توضيح المفاهيم الملتبس عند الكثيرين سواء في العالم العربي أو الغربي في مجال الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية والرد على كثير من الأطروحات التي لا تستند إلى تحليل صحيح سواء الغربية أو حتى العربية وخاصة التي قد لا تعي التطور في مجال الفكر السياسي الإسلامي ولا تعي التطور الفكري العربي من خلال العديد من المقالات والكتب عل أبرزها كتاب قضايا عربية وإسلامية وحوار عربي مع العالم في القضايا المعاصرة والإسلام والمسلمون في القرن الحادي والعشرين.. التحديات والاستجابة.

كما اهتم بتطور العلاقات الدولية من خلال كتاب العلاقات المصرية الباكستانية وحوار عربي مع العالم في القضايا المعاصرة والعلاقات المصرية الصينية والعديد من البحوث والمقالات الرصينة في هذا المجال.

وأصبحت كتابات الدكتور محمد نعمان جلال حاضرة وبقوة في العديد من المنتديات والمؤتمرات الدولية وخاصة المتعلقة بالصين وباكستان والعالم الإسلامي والعربي، وأضحى الحديث عن إسهاماته هو بحث عن الجديد دائماً وليس الاكتفاء بما قدم.

ولديه فلسفة عميقة في حياته تتلخص في أن العدو الحقيقي للإنسان هو نفسه إن لم يحسن استثمارها في ما يعود بالفائدة على وطنه ومجتمعه وأهله وذاته فلم أعرف عنه منذ عرفته أنه يعرف الكسل أو الملل أو الإحباط أو التراجع فهو يعمل بجد وإخلاص دون اكتراث كبير لمفهوم التعب أو المرض حتى حسبته والمقربون منه أنه لم يتخط حاجز العشرين من عمره فحفظه الله وأطال عمره فأصبح قدوة لي في العمل والاجتهاد والمثابرة والتجديد الدائم.