الاعتزاز بالأوطان هو المكانة العالية في داخل الإنسان وهذا هو جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية له سمو عالٍ في النفس البشرية، هكذا أبصرنا منذ بداية حياتنا والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أمامنا فهي تكبر ونكبر معها وهذا هو الدافع الذي جعلنا نكن لها مكنون حب الأم لطفلها، ولها مكانة في قلوبنا، هي عمقنا المتصل بمرحلة إستراتيجية قادمة ونهضة عامرة.

المملكة العربية السعودية هي العمق الإستراتيجي للعالم العربي والإسلامي لها مواقف مشرفة في وحدة الصف ولم الشمل وتوحيد الكلمة، تعجز الكلمات عن ذكر محاسنها ولا نستطيع أن نوفيها حقها مهما قلنا وتحدثنا عنها.

إن العلاقات الوطيدة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وقربهما الروحي قبل قرب موقعهما الجغرافي الذي أسهم في خلق نسب ومصاهرة وتجارة واستثمارات مشتركة في المملكتين منذ قديم الزمان، وجاء جسر الملك فهد متمم للعلاقات المبكرة وقرب المسافات وزاد من الحب والتلاحم وعزز الاقتصاد ورفع من الكفاءات التنموية التي بدأت منذ وقت مبكر والتي يعود تاريخها للإرث الكبير القائم على العلاقات الراسخة والممتدة جذورها عبر الزمن.

وجاء ذلك اليوم الذي أصدر فيه مجلس الوزراء السعودي قراره على لسان سيدي خادم الحرمين الشريفين حول رفع مستوى التمثيل لرئاسة مجلس التنسيق المشترك بين المملكتين ليصبح على مستوى أولياء العهود، وباركته مملكة البحرين، حيث يأتي القرار ليساهم في رسم السياسة والخطط الاستراتيجية لوحدة المصير المشترك لكلا البلدين والتي تتماشى مع الرؤية الاقتصادية 2030، وذلك نتيجةً للمنجزات والمكاسب الحضارية التي تحققت في هذا العهد الزاهر للمملكتين، والتي كان لها الأثر الواضح والملموس أمام الجميع.

ويوم الخميس 24 ديسمبر2020م عقد عبر الاتصال المرئي الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي البحريني حضره سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين.

وفي ختام الاجتماع صدر بيان مشترك يختص بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات ومنها السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية، كما ستواصل المملكتان بمشيئة الله تعالى مسيرتها في رسم وبناء المستقبل لتتحقق فيه التنمية والازدهار والمزيد من الإنجازات.

وفي الختام أتشرف برفع التحية والتقدير إلى مقام قيادتي المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين على نجاح هذا الاجتماع وصدور البيان المشترك الذي سوف يخدم المملكتين، وفق الله الجميع وحفظ المملكتين من كل شر ومكروه وأدام عليهما نعمة الأمن والأمان.