يطل علينا النظام القطري بقفزات نوعية لدعمه وتمويله لكيانات إرهابية وبطرق مختلفة سواء كانت تبرعات أو دفعاً من تحت الطاولة للوصول للغاية الأسمى وهي فوضى ودمار وخراب ودماء تزهق في أوطاننا العربية حتى وصلت هذه الجرائم للدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

فالنظام القطري لا يخرج عن فكره المتطرف والإرهابي، بمعنى أن النظام القطري ماهر جداً من الهروب عند كشف جرائمه ولكن يكمن غباءه بأنه ليس ماهراً في الوصول لما يريد من دون أن يتم كشفه، وهذه اللعبة إلى هذه اللحظة يفتقد لها النظام القطري كونه يعاني من مرض «التوحد» السياسي، فالدول العظمى تحقق أهدافها من دون أن تعطي أي دليل ضدها قد يدينها، وهذا الملعب السياسي ليس لعقلية كقطر أن تبرع فيها، وكون أن هذا النظام ليس لديه المهارات فإنه يلجأ إلى خبراء رمتهم الدول الفاشلة لعدم قدرتهم على اللعب في هذا المجال أو افتقارهم لمهارات العمل السياسي المبني على تحقيق أهدافك من دون أن تكون طرفاً ظاهرياً بالموضوع.

وبالتالي هذا النظام يمارس دوراً أكبر من دوره بالاعتماد على صناع سيناريو لقناتهم الإرهابية الجزيرة، أو من خلال أشخاص مطرودين من دولهم كونهم عقولاً فاشلة ولا تفقه باللعب بشكل محترف، ليكونوا في أحضان تنظيم الحمدين، أو يعتمدوا ويضعوا ثقتهم بأنظمة مارقة كإيران وتركيا، يساندونهم في غاياتهم، وهذه الأفعال لا يقوم فيها سوى أشخاص يجهلون مبادئ العمل السياسي.

الخلاصة، مرض «التوحد» السياسي هو أن تكون عبقرياً ولكن لا تعرف كيف تدير سياساتك سواء الداخلية والخارجية، وهذا المرض للأسف الشديد ليس له علاج، وللأسف في الحالة القطرية بات متوارثاً، وعلى دول الخليج العربي الخمس بأن تتعامل معه كحالة منفردة، فعزلة يتسبب بإزعاج ووضعه ضمن المنظومة كذلك يبقى على إزعاجه، ففي الحالتان يبقى مزعجاً كنظام جبرنا الوقت على تحمله، ولكن هل سيستمر هذا «التوحد» مزعجاً ومدمراً، أو يحتاج لتدخل خارجي لتعديل مساره.. و«اللبيب بالإشارة يفهم»، فالفكرة التي أود إيصالها للنظام القطري في هذا المقال هو أن الدول الخمس بالمنظومة من خلف الستار يعملون بنواياكم قبل أن تفعلوها، لأن الذي يزودكم بالمعلومات هو نفسه من يزودهم بمعلوماتكم، وهذا الملعب لا يتقنه إلا الكبار.