محمد إسحاق عبدالحميد


إذا أوقفك شخص في منتصف الطريق، أو في أحد المجالس وسألك: ماذا حققت حتى الآن في حياتك فماذا ستجيب؟

ربما تصفعه على وجهه لأنه تدخل فيما لا يعنيه، وربما تتهرب من الجواب، أو تقف حائراً متفكراً بماذا ستجيب.

كثيرون هم الذين يرحلون من بيننا وبالكاد يتذكرهم أحد، والقلة التي إذا رحلت تذكرها القريب والبعيد، وظهرت لهم العديد من المواقف والقصص لمن عاصرهم وعايشهم.

فهناك أناس يعملون بيننا منذ سنوات، وتركوا الأثر على العشرات ولربما الآلاف المؤلفة، وكان الواحد منهم صاحب قضية وهدف في حياته، ولهذا عندما يرحلون فالكل يتذكرهم بخير، والكل يفتقد ما كانوا يصنعونه من أثر عندما كانوا بيننا.

وعلى النقيض هنالك أناس لا هم لهم إلا الأكل والشرب وتتبع المطاعم والأحاديث التي لا تغني ولا تسمن من جوع وعندما يسألون مثل هذا السؤال فبماذا سيجيبون؟
ما أردت الوصول إليه عبر هذا المقال أن يكون لكل واحد منا هدف ولو كان صغيراً في حياته، يتركه من بعده وحسنة لعلها تنفعه يوم القيامة.

فهذا رجل حريص على تتبع الجنائز والتخفيف على أهل المتوفى، وثاني يزور المستشفيات باستمرار ويمر على أصحاب الأمراض المستعصية والحالات الصعبة للتخفيف عنهم وبث التفاؤل بينهم، وثالث مشغول بتربية الشباب على الخير ونصحهم وتوجيههم، ورابعة تتفقد بيوت الفقراء وتبحث عن المُحتاجين لتخفف عنهم، وخامسة تدعو العاملات للإسلام وتعلمهم الدين وتحسن إليهم تأليفاً لقلوبهم، وغيرهم كثيرون موجودون بيننا والذي عرفناهم بأعمالهم الجميلة التي لازموها وتركوا أعظم الأثر على من حولهم.

فاسأل نفسك بماذا أنت مشغول في حياتك، وما العمل الذي ستتركه على من حولك قبل رحيلك، والذي قد يكون سبباً لدخولك جنة عرضها السماوات والأرض.

قال تعالى في سورة يس «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ».