19 ثانية تكفي لوقوع طفلك ضحية لجريمة ابتزاز إلكتروني.. ماذا عليك معرفته؟


أكد الاستشاري والمحاضر في التسويق الرقمي طلال السردي أن الابتزاز الإلكتروني هو استخدام التهديدات للحصول على مكاسب مادية أو معلوماتية من الضحية عبر الإنترنت، ويشمل الابتزاز العاطفي، المالي، الجنسي،
والمؤسسي، مشيراً إلى أنه ووفقاً للإحصائيات، شهدت تقارير الابتزاز الجنسي المالي زيادة بنسبة 7200% بين عامي 2021 و2022، قبل أن يؤكد أن حملات التوعية الرقمية خط الدفاع الأول لحماية أطفالنا من الابتزاز.

وأوضح السردي أن الأسباب والعوامل المؤدية إلى الابتزاز الإلكتروني تشمل نقص الوعي حول أمن المعلومات، مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت، انتشار برامج القرصنة، وزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن 60% من مرتكبي الابتزاز كانوا معروفين للضحايا.

وفيما يخص الأدوات وأساليب المبتزين الإلكترونيين، قال السردي إن المبتز يستخدم البرمجيات الخبيثة، التصيد الاحتيالي، اختراق الحسابات، والتهديد بنشر صور أو معلومات خاصة، منوهاً إلى أن المبتزين يستهدفون الأطفال بشكل خاص عبر منصات الألعاب والتواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن يتعرض الطفل لمحاولة الابتزاز خلال 19 ثانية في بيئات الألعاب.

وبين السردي أن هناك تأثيراً يطال الأفراد والمجتمعات بسبب الابتزاز الإلكتروني، حيث تشمل التأثيرات آثاراً نفسية سلبية مثل القلق والاكتئاب، خسائر مالية، تدهور الثقة في الأمان الإلكتروني، وتأثيرات اجتماعية مثل العزلة والخوف، و 54% من البالغين الذين تعرضوا لضرر جنسي عبر الإنترنت أفادوا بتعرضهم لذلك خلال طفولتهم.

وأوضح السردي أن الأدوات التقنية لمكافحة الابتزاز الإلكتروني تشمل استخدام برامج مكافحة الفيروسات، تفعيل المصادقة الثنائية، استخدام خدمات التشفير، تثبيت تحديثات الأمان، والتدريب على التعرف على محاولات التصيد الاحتيالي.

وتطرق الاستشاري والمحاضر في التسويق الرقمي طلال السردي إلى الرقابة الأبوية الإلكترونية وأهميتها في حماية الأطفال، حيث أوضح أن الرقابة الأبوية الإلكترونية هي استخدام أدوات وبرامج لمراقبة وتوجيه أنشطة الأطفال على الإنترنت، بهدف حمايتهم من المحتويات غير المناسبة والمخاطر الإلكترونية مثل التنمر والابتزاز، وأنه تزداد أهميتها في ظل تزايد استخدام الأطفال للإنترنت.

وأظهرت الإحصائيات، وفقاً للسردي، أن 97% من الأطفال بين سن 3-17 يستخدمون الإنترنت بانتظام، مبيناً أن من فوائد الرقابة الأبوية الإلكترونية حماية الأطفال من المحتويات غير اللائقة، مراقبة التفاعلات الاجتماعية لمنع التواصل مع الغرباء المشبوهين، والحد من مخاطر الإدمان على الألعاب الإلكترونية، كما تساهم في تعزيز الحوار بين الآباء والأبناء حول الأنشطة الرقمية.

وفيما يخص التحديات التي يواجهها الآباء في تطبيق الرقابة الأبوية الإلكترونية، قال السردي إن التحديات تشمل مقاومة الأطفال للشعور بالتحكم الزائد، تعدد الأجهزة والتطبيقات المستخدمة، وصعوبة متابعة التحديثات التقنية المستمرة، كما أن تحقيق التوازن بين الخصوصية والرقابة والتجسس يمثل تحدياً كبيراً.

وأضاف أن هناك العديد من الأدوات والتطبيقات المتاحة للرقابة الأبوية، مثل Norton Family وQustodio، بالإضافة إلى إعدادات الرقابة المدمجة في أنظمة التشغيل مثل Windows وiOS. بالإضافة إلى إعدادات الرقابة المدمجة في منصات التواصل الاجتماعي، هذه الأدوات تساعد الآباء في مراقبة أنشطة الأطفال على الإنترنت وتحديد أوقات الاستخدام.

واستعرض السردي أمثلة حديثة عن أساليب الابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب وشملت :
الابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

1.الابتزاز العاطفي والجنسي: يقوم المبتزون بإنشاء حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، يتظاهرون بأنهم أصغر سناً أو من الجنس الآخر، ويبدؤون في تكوين صداقات مع الضحايا، خاصة المراهقين. يبدأ المبتزون بالمحادثات المودّية ويطلبون من الضحايا إرسال صور شخصية. بمجرد الحصول على الصور، يهددون بنشرها إذا لم يرسل الضحايا المزيد من الصور أو الأموال. هذا الأسلوب شهد زيادة ملحوظة بنسبة 178% في عام 2023.

2.التظاهر كمخترقين: في هذا الأسلوب، يتلقى الضحايا رسائل بريد إلكتروني من أشخاص يتظاهرون بأنهم مخترقون يمتلكون تسجيلات فيديو لأنشطة الضحايا الخاصة. يُطلب من الضحايا دفع فدية بالعملات الرقمية مثل البيتكوين لمنع نشر الفيديوهات. هذا النوع من الابتزاز يسبب ذعراً شديداً للضحايا.

3.انتحال صفة مهنية أو مشهورة: مثل انتحال صفة دكتور تجميل مشهور ليقوم بجمع صور وعينات من الضحايا بعد إيهامه بعملية فحص الحالة عن طريق إرسال صورهم له ومن ثم يقوم بابتزازهم.

أو عن طريق حسابات المعالجين الروحانيين أو المشعوذين بنفس الطريقة.

4.اختراق الحسابات: يقوم المخترقون باختراق الحسابات عن طريق روابط التصيد الاحتيالي كمثال حسابات السناب شات للفتيات ومن ثم تهديدهم وابتزازهم بصورهم المؤرشفة في نفس التطبيق .

الابتزاز عبر الألعاب الإلكترونية:
1.ابتزاز الأطفال عبر منصات الألعاب: يستخدم المبتزون الألعاب الإلكترونية للتواصل مع الأطفال، حيث يعدونهم بأشياء قيمة مثل العملات الافتراضية أو المكافآت داخل اللعبة. بعد بناء الثقة، يطلب المبتزون من الأطفال إرسال صور أو معلومات شخصية، ثم يهددون بكشفها إذا لم يتم تلبية مطالبهم. وجد تقرير NCMEC أن عدد حالات الابتزاز الجنسي للأطفال عبر الإنترنت زاد بنسبة 323% بين عامي 2021 و2023.

2. التحويل إلى منصات مشفرة: يبدأ المبتزون التواصل مع الضحايا عبر منصات الألعاب، ثم يطلبون نقل المحادثات إلى تطبيقات المراسلة المشفرة مثل Telegram أو Signal لجعل تتبع الجرائم أكثر صعوبة. يستخدمون هذه التطبيقات لتهديد الضحايا ومطالبتهم بالمال أو المزيد من الصور الحساسة.

وحول كيفية التعامل مع الابتزاز أكد السردي انه يجب اتباع التالي :
1. عدم الاستجابة للتهديدات: يُنصح بعدم دفع أي فدية أو إرسال المزيد من الصور للمبتزين، حيث يؤدي ذلك إلى تشجيعهم على الاستمرار في الابتزاز.

2. الإبلاغ عن الحوادث: يجب الإبلاغ عن حالات الابتزاز الى الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني على خطهم الساخن 992 .

3. الحفاظ على الأدلة: الاحتفاظ بجميع الرسائل والمحادثات مع المبتزين يمكن أن يكون مفيداً للجهات المختصة في التحقيق.

وأشاد السردي بالجهود المبذولة في الحملة الوطنية لحماية الأطفال من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني، التي تبنتها النيابة العامة بالشراكة مع عدد من الوزارات للتوعية بشتى الوسائل الممكنة بمخاطر تعرض الأطفال لممارسات الاستغلال والابتزاز في الفضاء الإلكتروني. هذه المبادرة الوطنية تستحق الثناء والتقدير، حيث تهدف إلى توفير بيئة آمنة للأطفال وتعزيز الوعي المجتمعي حول هذه المخاطر من خلال برامج توعوية وتدريبية شاملة ودعم للأسر والأطفال.

وثمن السردي جهود وحدة حماية الطفل في الفضاء الإلكتروني التابعة للإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني، والتي تلعب دوراً حيوياً في رصد ومتابعة التهديدات الإلكترونية الموجهة للأطفال واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم. وأكد أن هذه الجهود المتكاملة تعكس التزام المؤسسات الوطنية بحماية الأطفال وضمان سلامتهم في العالم الرقمي.