نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن المؤرخ الإسرائيلي عوزي رابي، رئيس مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، أن طهران أعطت الضوء الأخضر للميليشيا اللبنانية لتنفيذ ما خططت له؛ ونأت بنفسها عن التدخل خشية الوجود العسكري الأمريكي.

وقالت الصحيفة، إن الضربة الاستباقية الإسرائيلية على أهداف "حزب الله"، فجر الأحد، أدت إلى "إرباك جزء مهم من مخطط الميليشيا اللبنانية"، وتركت قناعة بأنها كانت تمتلك مخططًا للانتقام لاغتيال رئيس أركانه فؤاد شكر، كما تعهدت.

ونقلت عن المؤرخ الإسرائيلي عوزي رابي أن "حزب الله" كان ينوي إطلاق آلاف القذائف، لافتًا إلى أن الحديث يجري عن عدد من القذائف أكبر من حسابات المنطقة الشمالية.

ووصف الواقع الراهن بأن كلًّا من إسرائيل و "حزب الله" على حد سواء، يقفان على الدرجة نفسها فيما يتعلق بالضربات المتبادلة، وهي ضربات تبدو بقوة كبيرة، داعيًا إلى الانتظار لرؤية إلى أين تتجه الأمور.

ووجد رابي أن الخلفية الأهم للمشهد الحالي هي أن إسرائيل "شنت الهجوم الاستباقي في وقت تقف فيه القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في حالة تأهب، في إشارة إلى أن إسرائيل لديها المزيد من الثقة الذاتية للاستمرار؛ بسبب وجود تلك القوات.

لكن النقطة الأهم من وجهة نظره بشأن الوجود الأمريكي، تتعلق بإيران، والتي تقف في الخلفية، وقررت أن من سينفذ المهمة نيابة عنها هو "حزب الله".

وبالتالي يعتقد أن طهران أعطت الضوء الأخضر للميليشيا اللبنانية لتنفيذ ما خططت له؛ ونأت بنفسها عن التدخل خشية الوجود العسكري الأمريكي.

وقال إنه على قناعة بأن التنسيق بين إيران و"حزب الله" هو تنسيق كامل، وأن النوايا الإيرانية كانت ضرب عمق إسرائيل بصورة أكبر بكثير مما تأهبت له الأخيرة، مضيفًا أن "حزب الله لا يمكنه الإقدام على ذلك دون مصادقة طهران".

وأردف أن كل المراحل التالية، من الآن فصاعدًا، ستكون منسقة بشكل تام بين "حزب الله" وإيران، وقال إنه في الوضع الراهن أصبحت حركة "حماس" في قطاع غزة هامشية بالنسبة لطهران، فيما تبقى الأوراق الإيرانية الأهم متمثلة في الميليشيات الموالية لها في العراق، وفي سوريا واليمن.

وذهب إلى أنه رغم هذا التنسيق، ولكن هناك اعتبارات داخلية وخارجية تعمل إيران بمقتضاها، وأنها تعي أنه لو فُتحت أمام إسرائيل نافذة لضربها، فإن إسرائيل ستدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى حرب لا تريدها واشنطن.

وأوضح أن ما حدث حتى الآن يبقى تطورًا محدودًا، ربما أظهر جانب من قدرات "حزب الله" وكذلك من قدرات إسرائيل، ولكن يبقى السؤال الأهم حاليًّا هو ما إذا كان المجال مفتوحًا إلى ظهور قدرات أخرى من خارج لبنان، في إشارة إلى احتمال فتح جبهات أخرى ضد إسرائيل.