* إخلاء طوعي وقسري لـ 1.7 مليون شخص مقيمين في 3 ولايات أمريكية

* إعلان "الطوارئ" في 5 ولايات ساحلية هي كارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية وجورجيا ومريلاند وفرجينيا

* فرق الطوارئ تنقذ مئات المحاصرين من مياة الفيضانات



واشنطن - نشأت الإمام، (وكالات)

ضرب الإعصار فلورنس الساحل الشرقي للولايات المتحدة الجمعة مصحوبا برياح عاتية وأمطار غزيرة في حين هرعت أجهزة الطوارئ لإنقاذ المئات ممن حاصرتهم مياه الفيضانات. وحذرت الأرصاد الجوية من خطر حصول فيضانات كارثية وغيرها من الاضطرابات جراء العاصفة المترامية الأطراف والخطيرة على الرغم من تراجع تصنيفها إلى الفئة الأولى.

وأعلنت حالة الطوارئ في 5 ولايات ساحلية هي كارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية وجورجيا ومريلاند وفرجينيا. وصدرت أوامر إخلاء طوعاً أو قسراً لحوالي 1.7 مليون شخص مقيمين في ولايات كارولاينا الجنوبية وكارولاينا الشمالية وفيرجينيا، وملايين آخرين يقيمون في أماكن عرضة لتهديدات الإعصار.

وأعلنت الوكالة الفيدرالية لإدارة الأوضاع الطارئة أن "الخطر الشديد" للإعصار فلورنس يبقى قائماً حتى 36 ساعة.

واستمر الإعصار الذي أصبح عاصفة من الدرجة الثانية مع رياح تبلغ سرعتها 100 ميل في الساعة، في الدوران نحو كارولينا، حيث ضربت الرياح ساحل شمال كارولينا.

وقال مساعد مدير الوكالة جيف بايرد إن تأثير الإعصار لم ينته بعد مضيفا "خطره الشديد يبقى قائما حتى ما بين 24 و36 ساعة".

وقال المركز القومي للأعاصير إن "مركز فلورنس كان يقع على بعد 100 ميل شرق وجنوب شرق ويلمنجتون بولاية كارولينا الشمالية". وكان يتحرك إلى الغرب والشمال الغربي بسرعة 5 ميلاً في الساعة.

وأضاف المركز ان "فلورنس يعد إعصاراً ضخماً وتهب رياحه على بعد نحو 80 كيلومتراً من مركز العاصفة، وبلغ قطر رياح فلورنس الاستوائية العاصفة حوالي 400 ميل".

وأوضح أنه "بسبب حجمه فان العاصفة تهدد الحياة، وتأتي مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح مدمرة ستغطي مساحة كبيرة بغض النظر عن المكان الذي يتحرك فيه مركز الإعصار".

وذكرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية أن "أكثر من 10 ملايين شخص يظلون تحت المراقبة والتحذير".

وعلى الرغم من أن العاصفة قد ضعفت إلى إعصار من الفئة الثانية، فإن هذا لا يعني أن التأثير سيقل. وذكر ريك كناب، خبير قناة هيرسين، أن إعصار آيكي من الفئة الثانية أدى إلى مقتل العشرات من الأشخاص وتسبب في أضرار بلغت قيمتها 30 مليار دولار عندما ضرب تكساس في عام 2008.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الماء - مياه المحيطات التي تتعرض لأمطار غزيرة - عادة ما تكون العنصر الأكثر دموية والأكثر تدميراً في الإعصار.

وقالت مصادر أمريكية إن المناطق الساحلية ستتعرض لاجتياح أمطار غزيرة وعواصف ربما تستمر لعدة أيام. ويصل منسوب المياه في المناطق الداخلية ما يقارب الـ 40 بوصة من المطر، مما قد يتسبب في فيضانات كارثية.

وحذر مركز الأعاصير من أن ارتفاع العاصفة الذي يصل إلى 13 قدماً قد يغرق في أجزاء واسعة من ولاية كارولينا الشمالية.

وعلى المسار المتوقع، سيقترب مركز العاصفة من سواحل شمال وجنوب كارولينا، ثم ينتقل بالقرب أو فوق ساحل جنوب كارولينا الشمالية وشمال شرق كارولينا الجنوبية.

ومن المتوقع بعد ذلك أن تنتقل عبر أجزاء من شرق كارولينا الجنوبية من ليلة الجمعة حتى ليلة السبت، ليتواصل هطول الأمطار بغزارة.

وسوف تتعرج العاصفة حول جبال الأبلاش الجنوبية والوسطى في أوائل الأسبوع المقبل، مما يثير المخاوف بشأن الفيضانات المفاجئة بسبب التضاريس الجبلية.

واستفاقت مدينة ويلمينتغتون الساحلية على أصوات انفجار المحولات الكهربائية ورياح قوية اقتلعت إشارات المرور وملأت الطرقات بالحطام ومشاهد اندفاع المياه في كل الاتجاهات.

وأعلن المركز الوطني للأعاصير أن الإعصار فلورنس تسبب بتساقط أمطار غزيرة في رايتسفيل بيتش في ولاية كارولاينا الشمالية عند الساعة 7:15 "11:15 ت غ" مع رياح بلغت سرعتها 150 كلم في الساعة".

وحذر مدير المركز كين غراهام من أن بطء تقدم الإعصار يفاقم خطره حتى في المناطق الواقعة خارج مساره.

وقال غراهام "كلما طال هبوب الرياح المرافقة للإعصار، زاد تدفق المياه إلى المناطق الداخلية".

في هذه الأثناء، هرع عمال الإغاثة في كارولاينا الشمالية لمحاولة إنقاذ العالقين في منازلهم. وأظهرت مشاهد تحول مرائب السيارات في نيو بيرن الواقعة على ضفاف نهر نيوز إلى مستنقعات من المياه الرمادية جراء الأمطار الغزيرة.

وصباح الجمعة أعلن اللفتنانت في شرطة نيوبرن ديفيد دانييلز أنه تم حتى الآن إنقاذ ما بين 150 ومئتي شخص، وأن آخرين لا يزالون بحاجة للمساعدة.

وأعلنت البلدية على "تويتر"، أن "نحو 150 شخصاً بحاجة للمساعدة في نيوبرن".

ومع بدء وصول الإعصار أشارت تقارير إلى انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 300 ألف شخص في ولاية كارولاينا الشمالية.

وذكر المركز الوطني للأعاصير في تحديثه للمعلومات الساعة 12:00 ت غ أن سرعة رياح الإعصار فلورنس بلغت 90 ميلا في الساعة "150 كلم/ساعة"، وأنه يتقدم في اتجاه شمالي-غربي بسرعة 10 كيلومترات في الساعة.

وتابع المركز أن الخطر الأكبر الذي يشكله الإعصار يتمثل بارتفاع منسوب المياه مع توقع "فيضانات كارثية واستمرار الفيضانات النهرية" بعد أن شهدت مناطق تساقط أكثر من ألف ملم من الأمطار.

وفي عرض للآثار الأولى للعاصفة، أظهر جهاز قياس الفيضانات على نهر نيوز في نيو بيرن بولاية كارولاينا الشمالية ثلاثة أمتار من المياه، بحسب المركز.

ومع اقتراب الرياح من المناطق الساحلية في وقت سابق الخميس حض المسؤولون الفيدراليون ومسؤولو الولايات الأهالي على تجنب مسار الإعصار.

وأكد حاكم ولاية كارولاينا الشمالية روي كوبر في مؤتمر صحافي أن "هذه العاصفة ستجلب الدمار" للولاية. وتابع أن السكان "سيشعرون بآثار كارثية".

وأعلن المركز الوطني للأعاصير اتساع شعاع الرياح الأشد قوة المرافقة للإعصار إلى نحو 128 كيلومتراً وتلك الأقل قوة إلى نحو 313 كيلومتراً.

كذلك أطلق تحذير من احتمال تشكل زوابع في مناطق من ولاية كارولاينا الشمالية.

وحذر مدير الوكالة الفيدرالية لحالات الطوارئ بروك لونغ من أن الخطر لا يداهم فقط المناطق الساحلية "فالفيضانات الداخلية تقتل العديد من الناس، مع الأسف، هذا ما سنراه".

وصدرت أوامر إخلاء طوعاً أو قسراً لحوالي 1.7 مليون شخص مقيمين في ولايات كارولاينا الجنوبية وكارولاينا الشمالية وفيرجينيا، وملايين آخرين يقيمون في أماكن عرضة لتهديدات الإعصار.

وأقفرت شوارع ميرتل بيتش، المنتجع البحري في كارولاينا الشمالية وغطت الألواح الخشبية واجهات المحال.

وأعلنت حالة الطوارئ في 5 ولايات ساحلية هي كارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية وجورجيا ومريلاند وفرجينيا.

وقالت شركة الكهرباء ديوك انرجي إن ما بين مليون لثلاثة ملايين مشترك في ولايتي كارولاينا الشمالية والجنوبية يمكن أن تنقطع عنهم الكهرباء بسبب العاصفة وأن أعمال التصليح يمكن أن تستغرق أسابيع.

ولم يستجب الجميع لأوامر الإخلاء ومنهم انتونيو راميرز عامل البناء من السلفادور والمقيم في ليلاند بولاية كارولاينا الشمالية الذي قال إنه يعتزم البقاء مع كلبه كانيلو.

وقال راميرز "مراكز الإيواء لا تستقبل الكلاب.. لن أتركه هنا".

وفي ويلمينتغتون اصطف الأهالي الذين قرروا عدم الإجلاء أمام ماكينات البيع الآلي لشراء الثلج الذي يباع بدولارين لكيس يحتوي على 7 كيلوغرامات.

وقالت بترا لانغستون وهي ممرضة "ليس لدي مولد وتعلمت من التجارب الماضية أن أحتفظ بالثلج في الغسالة".

أما النجار توني أولبرايت فانتظر على شرفة منزله وصول فلورنس والبيرة في يده.

وقال "بنيت هذا المنزل بنفسي ولست قلقاً بتاتاً، أعرف بأنه متين" وأضاف "شحنت بطاريات الأجهزة الإلكترونية ولدي بيرة وألعاب فيديو".