إرم

ناقشت صحيفة إيرانية محلية موقف رؤساء الجمهورية السابقين في المشهد السياسي الإيراني الحالي، وما إذا كان هؤلاء الرؤساء بصدد تشكيل جبهة معارضة للنظام، وذلك في ظل إدلائهم بآراء معارضة، وانتقادات للنظام الحاكم.

وقالت صحيفة ”آرمان ملي“ الإيرانية، اليوم الأحد، ”إن مستقبل رؤساء الجمهورية السابقين في إيران ينتهي إلى أمرين؛ إما أن يُمسكوا بمناصب سياسية بقرار من المرشد الأعلى، أو يقودوا أنشطة ثقافية خارج السلطة“.

وأضافت الصحيفة في تقرير بعنوان: ”رؤساء الجمهورية السابقون.. فرصة للخدمة مرة أخرى أم في قالب المعارضة؟“، أن ”موقف الرؤساء السابقين في إيران والبالغ عددهم 8 رؤساء حتى الآن لم يتفق على حالة واحدة، فمنهم من هرب خارج البلاد دون أن يُكمل ولايته الرئاسية (حسن بني صدر)، ومنهم من اغتيل بعد مرور شهرين على إمساكه بالمنصب (محمد علي رجائي)، ومنهم من تقلد مناصب في مجمع تشخيص مصلحة النظام (هاشمي رفسنجاني، ومحمود أحمد نجاد)“.

وأشارت الصحيفة إلى ”أن الرئيسين السابقين، محمد خاتمي، وحسن روحاني، لم يصبحا أعضاء في مجمع تشخيص مصلحة النظام، وإن كان في حالة ”خاتمي“ هي عدم رغبته في المشاركة في أعمال المجمع، وتفضيله للأنشطة الثقافية والسياسية خارج دوائر الحكم“.

وأوضحت أن ”البعض في إيران يرون أن الرئيس السابق روحاني سيعود مرة أخرى إلى ميدان السياسة، وذلك بعدما يقضي فترة استراحة“.

وفيما يتعلق بموقف الرؤساء السابقين في إيران من المعارضة في الداخل، نقلت الصحيفة عن السياسي الأصولي وعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية، حسن رحيم بورازغذي قوله: ”إن أبرز الشخصيات المعارضة في البلاد، اليوم، جميعهم رؤساء جمهورية سابقون“.

وأضاف السياسي الإيراني قائلًا: ”في البداية تحول الرئيس الأسبق، حسن بني صدر إلى المعارضة بعد فترة وجيزة، ومن بعده هاشمي رفسنجاني، ثم محمد خاتمي، وأحمدي نجاد، وأعتقد أن حسن روحاني يتحول في الوقت الراهن إلى معارض“.

من جهته، قال السياسي الإصلاحي، محمد عطريانفر للصحيفة الإيرانية: ”إن لم ينخرط الرؤساء السابقون في أجهزة النظام بعد انتهاء ولاياتهم الرئاسية، فإنهم يتجهون نحو المؤسسات المدنية أو الأنشطة الثقافية، وإن كانت هذه الأنشطة تتعلق بالفكر السياسي“.

وأوضح عطريانفر، أن ”الرؤساء السابقين يلجأون إلى هيئات حزبية، ومكاتب سياسية، لطرح آرائهم السياسية، ووجهات نظرهم، فيما يتعلق بشؤون الحكم، والشؤون القومية للبلاد“.

ورأى السياسي الإصلاحي أن الرئيس الإيراني السابق روحاني لا يميل لكي يكون عضوًا بمجمع تشخيص مصلحة النظام، مبينًا أن ”روحاني لا يقبل أن يجلس تحت رئاسة صادق لاريجاني رئيس المجمع، خاصة أن روحاني لم يكن يحضر جلسات مجمع تشخيص مصلحة النظام حينما كان رئيسًا للجمهورية“.



ويُعد كل من محمد خاتمي، المحسوب على التيار الإصلاحي المعتدل، وأحمدي نجاد المنتمي للتيار المتشدد، من أبرز الرؤساء الإيرانيين السابقين الذين أبدوا مواقف معارضة للنظام الحاكم، بل ووجَّها انتقادات لكبار المسؤولين فيما يتعلق بشؤون الحكم.

وكان أحمد نجاد قد خرج في تصريحات ومقاطع فيديو عديدة انتقد فيها النظام الإيراني في عدد من الملفات، منها ما اعتبره ”إقصاء“ المسؤولين التابعين له بعد توقيف وسجن عدد من نوابه ومساعديه، وكذلك رفضه للعلاقات بين طهران، وحركة طالبان.



وأعلن نجاد مؤخرًا عبر مقطع فيديو عن تلقيه مع عدد من المقربين منه ”تهديدات أمنية“ من مسؤولين كبار بالأجهزة الأمنية، وذلك على خلفية انتقادات نجاد لموقف النظام من حركة طالبان عقب سيطرتها على الحُكم في أفغانستان.

أما الرئيس السابق، حسن روحاني والمنتمي للتيار المعتدل، فتحدثت وسائل إعلام إيرانية رسمية في وقت سابق عن تحركات لنواب متشددين بالبرلمان تعتزم محاكمة روحاني قضائيًا بتهم تتعلق ”بالفساد والاختراق الأمني“.

وكان البرلماني الإيراني، جواد نيكبين، دعا مؤخرًا السلطات القضائية لمحاكمة روحاني وحكومته، وذلك بسبب ما ورد في المسلسل التلفزيوني الإيراني الشهير ”غاندو“، الذي يناقش ”ملفات أمنية، وسياسية، وصفقات تبادل جواسيس“.



وقال خلال جلسة للبرلمان الإيراني، أوائل شهر أيلول/سبتمبر الماضي: ”إذا صحت الموضوعات الواردة في مسلسل (غاندو) يجب تقديم روحاني وفريق حكومته إلى المحاكمة بأسرع وقت ممكن“.

وخاطب نيكبين رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، قائلًا: ”من الأفضل أن يكلف البرلمان هيئة الإذاعة والتلفزيون بوقف بث حلقات مسلسل (غاندو)، ثم مخاطبة السلطات القضائية لمحاكمة روحاني وحكومته، بتهمة الخيانة، فضلًا عن المخالفات التي وقعت في عهد هذه الحكومة“، على حد قوله.

وكان الجزء الأول من المسلسل الإيراني (غاندو) ويعني ”التمساح المجار“ قد ناقش ملفًا أمنيًا حساسًا؛ وهو عملية تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والتي تتمركز على عملية تبادل الصحفي الإيراني-الأمريكي جيسون رضائيان، المتهم بالتجسس لصالح واشنطن.

وأشارت الصحافة الإيرانية خلال عرض الجزء الأول من المسلسل إلى أن ”فكرة مسلسل غاندو تتمحور حول التنافس بين قوات الحرس الثوري وحكومة حسن روحاني، فضلًا عن أنه يكشف تفاصيل أمنية حول علاقة رضائيان ببعض المسؤولين الإيرانيين، أبرزهم وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف“.