دانة كلداري

أصبح الاختراع جزءاً من حياتها.. كانت تقوم بالعديد من التجارب في المنزل بحكم أنها نشأت منذ الصغر وسط عائلة محبة للعلوم وتهتم بكافة مجالاتها.. إنها آلاء محمد عبدالرحيم، الموهوبة التي وضعت هدفاً نصب عينيها وترغب في تحقيق وهو تصنيع منتجات إلكترونية تطرح في السوق العالمي وتصنيع علامة «Made in Bahrain».

آلاء عبدالرحيم، خريجة جامعة البحرين تخصص هندسة الحاسوب.. مخترعة بحرينية حازت على الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي الـ44 للاختراعات قبل عامين، لاختراعها بنك الدم المتنقل. وحصلت على الميدالية البرونزية في المعرض الدولي الـ66 للأفكار والاختراعات والابتكارات «إينا» في نورينبرغ الألمانية عام 2014 لاختراعها مازج طلاء الأظافر الإلكتروني الذكي، وهو ذات مشروع التخرج من جامعة البحرين والتي حصلت به على المركز الأول على الكلية.. وفيما يلي اللقاء..



كيف كانت بداية اكتشاف موهبتك في الاختراع؟

نشأت منذ الصغر وسط عائلة محبة للعلوم وتهتم بكافة مجالاتها، فقد كان والداي في وظائف متخصصة في مجال العلوم، كما كنت أقوم بالعديد من التجارب العلمية في المنزل، وفي المرحلة الابتدائية التحقت بمركز العلوم التابع حينها لوزارة الشباب، وهذه أبرز الأسباب التي ساعدتني في الدخول في عالم العلوم والاختراع.

ما الذي ألهمك لهذه الأفكار من الاختراعات؟

من أهم الأسس التي أعمل وأؤمن بها هي أن التفكير لا يحده شيء، وأن «المشكلة هي أساس الاختراع». فعلى سبيل المثال، اختراع مازج طلاء الأظافر الإلكتروني الذكي نتج من مشكلة أختي الصغيرة في اختيار لون طلاء أظافر مناسب لها. فهناك العديد من المشاكل من حولنا، وهناك من يرى المشكلة ويتذمر منها، وهناك من يقوم بالبحث والتفكير بحل لهذه المشكلة وهذا ما أسميه بالحل المبتكر ألا وهو الاختراع. وبالطبع ينتج عن ذلك تنوع وتعدد مجالات الاختراعات حسب نوع المشكلة المواجهة للمخترع.

من كان الداعم الأساسي لكِ في بداية مسيرتكِ بالاختراع؟

في بداية كل طريق جديد تجد العائلة من حولك هم من يقومون بدعمك بشكل أساسي.

وهل حصلت على الدعم الحكومي المناسب؟

نحن محظوظون كوننا نعيش في مملكة تحتضن وتهتم بالمشاريع بمختلف مجالاتها، فهناك العديد من المؤسسات التي تقوم بطرح المحاضرات المختلفة التي تسعى من خلالها إلى تقديم الدعم لأصحاب المشاريع، وكذلك الجهات المختلفة التي تقوم بتقديم الدعم بشكل كبير، مثل: بنك البحرين للتنمية، وتمكين، وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، ومجلس التنمية الاقتصادية، وغرفة التجارة والصناعة، وجامعة البحرين، والكثير من المؤسسات في المجتمع، على خلاف الدول الأخرى، حيث إن المخترعين في الخارج يبحثون جاهدين عمن يقوم بدعمهم. كما أنني مدينة بالشكر إلى مدينة الشباب التي ساعدتني على صقل مهاراتي وتطويرها على يد المدرب أحمد جناحي، فقد كنت طالبة لديهم في يوم من الأيام ولكنني الآن أقوم بالتدريب هناك.

هل واجهتِ صعوبات في بداية مشوار الاختراع؟

أجابت آلاء مبتسمة، بالطبع واجهت العديد من الصعوبات في البداية، فلكل مرحلة مجموعة من الصعوبات، ولعلّ أبرزها هو محاولة إقناع العائلة والجامعة في البداية بفكرة اختراع مازج طلاء الأظافر الإلكتروني الذكي، خاصة أن لي مسيرة علمية خلقت لديهم انطباعاً كوني سأقوم بمشروع تخرج كبير، فكانت الصدمة كبيرة عند قيامي بطرح الفكرة، حيث أنها تبدو بسيطة وسهلة. بعد ذلك تتوالى الصعوبات عند الانتقال من مرحلة إلى أخرى.

فكونه أول جهاز أقوم بتصنيعه فقد واجهت العديد من المشاكل العملية في مرحلة التطبيق مثل توصيل الأسلاك وعملية التشفير «coding»، وعند الانتهاء من صنع الجهاز تأتي مشكلة التسويق والترويج للجهاز المصنّع. ولكن يجب عدم الانسياق لهذه الصعوبات والاستسلام.

ذكرتِ سابقاً أن هناك 15 اختراعاً لديكِ، 5 منهما سجّلت بمكتب براءة الاختراع، ماذا عن البقية، هل سترى النور قريباً؟

إن شاء الله، ولكنني في هذه الآونة أولي اهتمامي وجهدي بالكامل لاختراعي الأول مازج طلاء الأظافر الإلكتروني الذكي، حيث أريد أن أعيش التجربة ومراحلها بالكامل، من كونها فكرة على الورق إلى تنفيذها على أرض الواقع لاكتشاف الصعوبات والمعوقات التي قد تواجهني للاستفادة منها وتخطيها في الاختراعات القادمة.

أي من الاختراعين تنوين المواصلة في تطويره؟

جميع الاختراعات بالتأكيد، ولكن كما ذكرت سابقاً، مازج طلاء الأظافر الإلكتروني الذكي هو الذي أوليه كامل الاهتمام، وأرنو لتطويره إلى أن يصل إلى نسخته النهائية القابلة للطرح في الأسواق.

ما هو أكثر اختراع قريب لك؟ ولماذا؟

بالطبع مازج طلاء الأظافر الإلكتروني الذكي كونه أول اختراع لي، وكذلك كونه حدّد لي الطريق الذي أريد المواصلة والسير فيه إلى النهاية رغماً عن الصعوبات الموجودة فيه.

هل قمت بالحصول على عروض لشراء اختراعاتك؟

نعم، تلقيت العديد من العروض من خارج البحرين لشراء الاختراعين، ولكنني رفضت لأننا نريدها «Made in Bahrain». أما من داخل البحرين فللأسف لم أتلقَّ أي عروض للشراء.

افتتحتِ شركة Butterfly technology لاستقبال الأفكار البحرينية لتتبناها الشركة وتحولها على أرض الواقع، ما أهدافكِ من هذا المشروع؟

أبرز هدف أود تحقيقه هو تصنيع منتجات إلكترونية تطرح في مجال السوق العالمي، وتصنيع علامة «Made in Bahrain».

ما نوع الدورات والبرامج التي تقدمينها من خلال الشركة؟

من خلال ذهابي لمحاضرات قصص النجاح، رأيت العديد من الشباب والطلبة يتأثرون بها، ويقومون بالتواصل معنا للإدلاء والبوح بأفكارهم، وخاصة الأطفال لقدرتهم على الإتيان بأفكار مبدعة وجديدة. ولذلك قمنا بإنشاء قسم للدورات والتدريب، تعاونا فيه مع العديد من الجهات مثل وزارة الشباب والرياضة، ومركز سلمان الثقافي والمدارس الخاصة. وتمكنا في عام 2017 من تدريب 500 طالب وطالبة، و75 فكرة اختراع.

ما مدى إقبال وتوجه البحرينيين لإنتاج الأفكار الجديدة والاختراعات؟

الإقبال كبير جداً. لاحظت في الآونة الأخيرة انتشار ثقافة الاختراع والمسابقات الخاصة بالاختراعات. فهنالك الكثير من الشباب الذين تواصلوا معي معربين عن رغبتهم بتسجيل اختراعاتهم في مكتب براءة الاختراع.

من وجهة نظرك، هل البحرين تربة خصبة لنمو المخترعين؟

نعم، فشبابنا طموح ومتسلح بالعلم والطاقة والهمة العالية، وفي الوقت ذاته يحصلون على اهتمام الدولة بهم من جميع النواحي.

ما هي طموحاتكِ وأهدافكِ المستقبلية؟

تصنيع أجهزة بحرينية «Made in Bahrain» ووصولها للعالمية. وأن نخرج مخترعين بحرينيين بالكفاءة التي توصلهم للعالمية.

هل تفكرين بإنشاء جمعية للمخترعين الشباب؟

هناك العديد من الجمعيات للمخترعين، ولكنني للأسف لست عضوة في أحدها كوني أصب كامل اهتمامي وتركيزي في شركة Butterfly technology.

بما أن لكِ تجربة فريدة وثرية في الاختراع، هل فكرت بتأليف كتاب تلخصين فيه تجربتكِ؟

فكرة جيدة، ولكنني أفضل أن أتريث قليلاً إلى أن أحصل على المزيد من التجربة والخبرة.

كونك مخترعة لها خبرة في هذا المجال، ما هي توصياتك ونصائحك للمقبلين عليها؟

أولاً لا تستصغر أي فكرة قد تأتي ببالك. ثانياً دوّن أفكارك للحفاظ عليها من النسيان. ثالثاً عش حلمك ولا تتردد.