أكدت وزيرة التنمية المستدامة والرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية نور الخليف، أن تزويد الأجيال الصاعدة بالمهارات والأدوات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات تحليل البيانات، يعزز استثمارنا في مستقبل القطاع المالي، ويرسخ مكانة البحرين الريادية في هذا المجال.

جاء ذلك، خلال تتويج مشروع "حياة" بفوز مستحق في المرحلة النهائية لتحدي ماستركارد للشمول المالي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الذي أقيم تحت شعار "حلول مبتكرة للمستقبل".

وشهدت المرحلة النهائية من التحدي والتي أقيمت على هامش منتدى مستقبل التكنولوجيا المالية 2024 في مركز البحرين الدولي للمعارض، استعراضاً لـ5 حلول إبداعية تستهدف معالجة التحديات الملحة المرتبطة بالشمول المالي، والمساهمة في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.

وتُعدّ "حياة"، منصة لتعويض انبعاثات الكربون تم تطويرها من قبل أحمد العوضي وماريا العباسي، وكلاهما طالبان في معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية "BIBF"، بالإضافة إلى ماتيا أحمد، الطالبة في كلية البحرين التقنية "بوليتكنك البحرين"، بهدف تعزيز جهود التخفيف من حدة التغيّر المناخ في البحرين من خلال تعزيز الشراكات وتشجيع المشاركة المجتمعية.

وشهد الحدث حضور نخبة من الشخصيات المرموقة، من بينهم الخليف، ووزيرة شؤون الشباب روان توفيقي، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة الأخرى وروّاد قطاع التكنولوجيا المالية.

وقدّمت الفرق الخمسة المتأهلة حلولها المبتكرة أمام لجنة تحكيم رفيعة المستوى ضمت كل من رئيس ومؤسس مركز ماستركارد للنمو الشامل ونائب الرئيس التنفيذي للاستدامة في "ماستركارد" شامينا سينغ؛ والرئيس التنفيذي لشركة بيون ديجيتال الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة.

واستندت عملية التقييم إلى معايير دقيقة شملت الابتكار، ومدى قدرتها على إحداث تحول نوعي، إضافة إلى الجدوى والتأثير المتوقع، ومدى توافق هذه الحلول مع أهداف التنمية المستدامة.

وقالت الخليف: "توفر المبادرات المبتكرة على غرار (تحدي ماستركارد للشمول المالي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة) الفرصة لشباب البحرين لاقتراح تطبيقات وحلول عملية تركز على الشمول المالي باعتباره أداة رئيسية لبناء مستقبل أكثر استدامة".

وأضافت، أن هذا الحدث يكتسي أهمية خاصة كونه يؤكد المكانة الرائدة للبحرين باعتبارها مركزاً مالياً إقليمياً بارزاً، موضحة أن الشراكة مع "ماستركارد" نموذجاً يُحتذى به في التعاون البنّاء بين القطاعين العام والخاص لتمكين المواهب الشابة وتشجيعهم على الابتكار.

وشدّدت الخليف، على أن هذا التعاون يتماشى مع التزام وزارة التنمية المستدامة بتعزيز ثقافة الابتكار والاستدامة في المملكة.

وحصل حل "حياة" الفائز على جوائز قيّمة شملت زيارة حصرية إلى المقر الرئيسي لشركة ماستركارد في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بدبي، بالإضافة إلى التسجيل المجاني في دورة "فك تشفير NFT" المقدمة من أكاديمية ماستركارد، والتي تتيح للفريق الفائز فرصة الوصول الحصري إلى تدريب متقدم بإشراف نخبة من خبراء ماستركارد، ما يعزز من مهاراتهم اللازمة للنجاح في مجالات التكنولوجيا المالية والمدفوعات.

كما حصل الفريق الفائز على فرصة تدريب مدفوع الأجر لمدة 3 أشهر لدى شبكة البحرين الإلكترونية للمعاملات المالية "بنفت"، إلى جانب الاستفادة من مجموعة أدوات دعم مقدمة من صندوق العمل "تمكين" عبر مبادرة "ستارت أب بحرين"، بالتعاون مع شركاء بارزين مثل ريبوت، وزوهو، وفريش وركس، وأوردابل، وهايبر غروث. توفر هذه الأدوات دعماً حيوياً يساهم في توسيع نطاق حلولهم وتعزيز نمو أعمالهم المستقبلية.

من جانبها، قالت رئيس ومؤسس مركز ماستر كارد للنمو الشامل: إن "ما شاهدناه من حماس لدى الطلبة يفوق التوقعات، حيث إن إبداعهم وإصرارهم على إيجاد حلول مبتكرة تناسب الاحتياجات المحلية وقادرة على مواجهة تحديات ومشاكل الغد هو أمر يستحق التقدير".

وأوضحت، أنه من خلال شراكتنا مع وزارة التنمية المستدامة، شبكة البحرين الإلكترونية للمعاملات المالية "بنفت"، وصندوق العمل "تمكين"، ومبادرة "ستارت أب بحرين"، أطلقنا هذه المبادرة لتمكين القادة الشباب وإتاحة الفرصة لهم لإبراز مواهبهم والإسهام في بناء مستقبل مستدام.

وأشارت، إلى أن هذا التحدي يتماشى بشكل وثيق مع رؤية "ماستركارد" لتعزيز الشمول الرقمي ودعم النمو الشامل، متطلعة إلى متابعة مسيرة الطلبة ومساهمتهم في تحقيق التغيير الإيجابي في البحرين وخارجها.

ويعدّ تحدي "ماستركارد"، ثمرة تعاون مشترك مع وزارة التنمية المستدامة، وشبكة البحرين الإلكترونية للمعاملات المالية "بنفت"، وصندوق العمل "تمكين"، ومؤسسة ستارت أب بحرين، ويعد فرصة هامة لعدد من أبرز الكفاءات من طلبة الجامعات في البحرين.

وخضع المتأهلون للمرحلة النهائية، الذين تم اختيارهم من بين مجموعة كبيرة من المشاركين، لمعسكر تدريبي صيفي مكثف لمدة 3 أسابيع، تخللته جلسات إرشادية فردية، حيث قاموا بصقل أفكارهم وتحويلها إلى نماذج أولية مبتكرة تحت إشراف نخبة من الخبراء والمتخصصين.

وسلّط التحدي الضوء على القدرات الإبداعية المتميزة لشباب البحرين، حيث أظهروا كفاءة استثنائية في مواجهة التحديات العالمية المعقدة من خلال أفكارهم الابتكارية وحلولهم المتطورة.

كما تجلى التزام المملكة بدعم ورعاية المواهب الشابة، عبر تزويدهم بالأدوات والموارد والإرشاد اللازم لتحويل أفكارهم إلى حلول ذات تأثير إيجابي ملموس.

ومن خلال تمكين هؤلاء المبدعين الناشئين من استعراض قدراتهم على الساحة العالمية، تعزز البحرين ثقافة الابتكار، وتحفّز شبابها على المساهمة في بناء مستقبل أكثر شمولاً واستدامة على المستوى الوطني والدولي.