سلطت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في تقرير لها، الضوء على السياحة في أفغانستان في ظل حكم طالبان، والأخبار المتواردة حول زيادة عدد السياح الوافدين إلى أفغانستان خلال العامين الأخيرين.

وأشارت بي بي سي، إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالتخطيط لقضاء عطلة، فإن أفغانستان ليست على رأس قائمة الأماكن التي يجب زيارتها بالنسبة لمعظم الناس حول العالم، مضيفةً أنه بعد عقودٍ من الصراع تجرأ قِلة من السياح على دخول الدولة الواقعة في آسيا الوسطى منذ السبعينيات.

وأضافت أن عودة طالبان للسلطة عام 2021، أدت لتفاقم الشكوك حول إمكانية تعافي القطاع السياحي في أفغانستان مجدداً، إلا أن ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يشير إلى أن السياحة لم تنجو فحسب، بل إنها ازدهرت بشكل غير متوقع.

ويتزايد عدد المؤثرين عبر وسائل التواصل، الذي يقومون بزيارات سياحية إلى أفغانستان، حيث تجوب كاميراتهم البحيرات المتلألئة، عبر الممرات الجبلية والأسواق المزدحمة، فيما يقول أحدهم: «لم تكن أفغانستان آمنة إلى هذا الحد منذ 20 عامًا».

ووفقاً للأرقام التي نشرتها «بي بي سي»، فقد ارتفعت أعداد السياح من 691 سائحا فقط في عام 2021 إلى أكثر من 7000 سائح العام الماضي.

وفي هذا السياق، تقول الدكتورة فرخونده أكبري، التي فرت عائلتها من أفغانستان خلال فترة حكم طالبان الأولى في تسعينيات القرن العشرين: «من عجيب المفارقات أن نرى مقاطع الفيديو هذه على تيك توك حيث يوجد مرشد من طالبان ومسؤول من طالبان يمنحان تذاكر للسياح لزيارة موقع تدمير تماثيل بوذا».

كما تحدثت مرشدة السفر البريطانية ساشا هيني، عن تجربتها السياحية في أفغانستان قائلةً: «إنها مجرد تجربة بدائية، ولن تجد تجربة أكثر صعوبة منها، وهذا قد يكون جذاباً، إذا كنت تريد أن ترى الحياة الحقيقية البسيطة».

وتساءلت بي بي سي في تقريرها، عن الفائدة التي تجنيها طالبان من ذلك، مضيفة أن لديها سمعة سيئة فيما يخص التعامل مع الأجانب، وخاصة الغربيين.

وتضيف: «مع ذلك، ها هم هنا، يقفون - وإن كان ذلك بشكل غير مريح بعض الشيء - إلى جانب السياح، وبنادقهم معهم، وصورهم تنتشر على تيك توك المحظور في أفغانستان منذ عام 2022».

وترى هيئة الإذاعة البريطانية، أن طالبان، المعزولة إلى حد كبير على الصعيد الدولي، والخاضعة لعقوبات واسعة النطاق وممنوعة من الوصول إلى الأموال الممنوحة للحكومة الأفغانية السابقة ــ تحتاج إلى المال. والسياح يجلبون المال، ويبدو أن أغلبهم ينضمون إلى واحدة من الجولات العديدة التي تقدمها شركات دولية، والتي توفر نظرة خاطفة على أفغانستان، مقابل بضعة آلاف من الدولارات لكل رحلة.

وقال محمد سعيد، رئيس مديرية السياحة التابعة لحكومة طالبان في كابول، في وقت سابق إنه يحلم بأن تصبح البلاد نقطة جذب سياحي. وكشف على وجه الخصوص أنه كان يتطلع إلى السوق الصينية

ويقول المرشد السياحي الأفغاني روح الله: «إن السياحة تخلق الكثير من الوظائف والفرص، ونتوقع الكثير لهذا العام. هذا وقت سلام - لم يكن من الممكن السفر إلى جميع أنحاء أفغانستان من قبل، ولكن في الوقت الحالي، هذا ممكن حقًا».