"كنـت أشعر بحزن شديد، حينما أرى أختي جمالات تتألم، نتيجة إصابتها بالفشل الكلوي، إذ كانت في الواقع تذهب 3 مرات في الأسبوع من أجل "الغسيل الكلوي"، حينئذ لـم نكن نعرف كيف يمكن مسـاعدتها لتخفيـف معاناتها؟ فلم تكن فكرة زراعة الأعضاء شـائعة! غير أن أسرتي بمجرد معرفتها أن المستشفيات السعودية تتمتع بإمكانية إجراء عمليــة زراعــة الأعضاء، ذهبت وتقدمنا جميعاً بإجراء الفحوصات لي ولإخوتي كافة، إذ نرغب في إيجاد متبرع متوافق مــع حالة أختي، كان هدفنا جميعاً التضحيــة بأغلى مــا نملك لتخفيــف المعانــاة عــن "جمالات"، وبعدئذ اتضح تطابق أنسجتي وفصيلة دمي مع شقيقتي".

تستذكر عديلة الجهني، تفاصيل عمليتها حينما كانت ابنة الـ17 عاماً، في عام 1979 لتصبح عمليتها تلك أول عملية زراعة أعضاء في السعودية، وتقول إن عمليات زراعة الأعضاء أنقذت الأرواح وخففت معاناة المرضى، والشاهد من استحضار تفاصيل هذه القصة إطلاق المركز السعودي لزراعة الأعضاء، البرنامج الوطني لتبادل الكلى بين الأسر الذي تتمحور فكرته حول تبادل الكلى بين الأسر للأشخاص الذين يحتاجون إلى زراعة الكلى.

وقال المدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، د. طلال القوفي، لـ"العربية.نت" إن إجمالي عدد عمليات زراعة الكلى في السعودية بلغ نحو 17,833 عملية، منها 78% لمتبرعين أحياء، وذلك منذ بداية برنامج زراعة الأعضاء حتى نهاية العام الماضي.

وأضاف أن المركز يطمح إلى زيادة عدد المتبرعين، وتقديم خدمات الزراعة الفعالة في العام الماضي 1,439 عملية زراعة كلى، منها 181 عملية زراعة لمتبرعين بعد الوفاة، و1,258 عملية لمتبرعين أحياء، فيما تتضمن أهداف المركز زيادة عدد المتبرعين الأحياء، فيما بلغ عدد المراكز المعتمدة في السعودية في عام 2023 نحو 28 مركـز زراعة معتمــــداً حول السعودية.

وتظهر الدراسات المسحية لمرضى الفشل الكلوي النهائي طبقاً لمدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء، د. طلال القوفي أن عدد الذين يخضعون للعلاج بالغسيل الدموي أو البريتوني في السعودية قد بلغ عددهم أكثر من 22,000 مريض، منهم 20,534 مريضاً يتلقون العلاج بالغسيل الدموي، و1,861مريضاً يتلقون العلاج بالغسيل البريتوني.

ويتوقع القوفي وصول عدد مرضى الغسيل الكلوي في السعودية إلى 25,000 مريض بحلول عام 2030، في وقت يعكف فيه المركز الذي يرأسه على توفير مبـادرات لزيادة قوائم المتبرعيـن المتواجدين لتغطية قوائم الانتظار من مرضى الفشــل العضوي مثل برنامج تبادل الأعضاء، ومبادرة عطاء، بجانب زيادة عدد المتبرعين التي تعد هدفاً اســتراتيجياً للمركز.

وأوضح أن المنطقتين الوسطى والشمالية تعدان ضمن أعلى معدلات حدوث الفشل الكلوي النهائي بواقع 157 و155 مريضاً لكل مليون نسمة سنوياً، يليها المنطقة الغربية بواقع 153 مريضاً لكل مليون نسمة، إذ سجلت أدنى المعدلات بنحو 139 و132 مريضاً لكل مليون نسمة، في حين بلغ المتوسط على المستوى الوطني حوالي 149 مريضاً لكل مليون نسمة، ما يعني دخول حوالي 5000 مريض جديد إلى برنامج الغسيل الكلوي سنوياً.

ويهدف البرنامج إلى زيادة أعداد المتبرعين الأحياء وتجاوز مشكلة عدم توافق فصائل الدم والأنسجة بين المتبرع والمريض القريب، وتوفير فرص أكبر لمرضى الفشل الكلوي المسجلين على قوائم الانتظار لزراعة الكلى، بما يتواءم مع أهداف برنامج تحول القطاع الصحي لتحقيق مستهدفات المملكة 2030.

ويضم البرنامج في أولى مراحله مراكز زراعة الكلى في كل من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، يليها مراكز زراعة الكلى كافة في مختلف مناطق المملكة، ودعا المركز برامج زراعة الكلى بالمملكة كافة للمشاركة في البرنامج الوطني لتبادل الكلى بين الأسر في المرحلة الثانية لتحقيق هدف البرنامج بزيادة نسبة المتبرعين الأحياء من 10% إلى 30%.