شهدت حركة الملاحة البحرية على ضفاف الخليج العربي مجموعة من المتغيرات والتهديدات على مدى السنوات الماضية، ومنها حرب الناقلات التي استخدمت إيران حينها صواريخ الكروز والألغام البحرية أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، فإن إيران لعبت دوراً محورياً في استخدام مضيق هرمز وباب المندب كأوراق ضغط مباشرة لتهديد المصالح الخليجية النفطية، وبات هذا واضحاً في الأيام الماضية في الاستيلاء والهجوم على السفن والناقلات الإسرائيلية والأمريكية.

المسألة لا تقف عند هذا الحد، فهي رسالة واضحة لدول المنطقة بأن مستقبل الممرات البحرية تواجه مخاطر وقرصنة من قبل الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري، بمعنى أن ما تقوم به طهران حالياً هو جزء من استراتيجية أكبر تتمثل بأنها هي من تتحكم بأمن وسلامة تلك الممرات ولذلك فهي تسعى وفق مخطط إلى فرض الأمر الواقع والمتعلق بتشكيل تحالف إقليمي بقيادتها وطرد القوات الأجنبية.

ويبدو أن إيران عازمة على الاستمرار هذا النهج في قادم الأيام بصورة متقدمة وذلك عبر استخدام ذراعها ميليشيا الحوثي والذي بدأ بعمليات الاستيلاء واستهداف الناقلات، ولكن وفق المعلومات المتاحة فإن الحوثي يزعم أنه يحاول إرسال تطمينات لدول في منطقة بأنه لن يقوم بالهجوم على المصالح الاقتصادية لها، وهذا غير واقعي على الإطلاق.

ولكن رغم كل ذلك، لا زالت التهديدات الاقتصادية ستبقى معرضة للخطر، فلا الحوثي ولا طهران يمكن الوثوق بهما، فالأحداث الماضية والغدر الحوثي وانتهاكه للهدنة خير دليل على أن مسألة الوثوق به ليست حقيقة وليست ذات جدوى.

النقطة التي أود إيصالها، أن المصالح الاقتصادية على المحك، فإيران وأذرعها تقوم بأعمال استفزازية وعدائية على المنطقة مما تهدد مستقبل شعوب المنطقة، فالرسالة هي «على المجتمع الدولي التدخل بصورة حتمية للقيام بعملية جراحية لتأمين الشرايين الاقتصادية ومنها شريان مضيق هرمز وباب المندب عبر تعزيز التواجد العسكري من جانب ومن جانب آخر إضعاف القدرات العسكرية للحرس الثوري والأذرع الإيرانية، وإلا فإننا سنشهد هذه المرة سيناريو حرب الناقلات من الجيل الخامس والذي سيكون للطائرات المسيرة الإيرانية دور كبير في العمليات العدائية».