* بقلم: د. حبيب إبراهيم

للأشعة السينية والمواد المشعة الأخرى آثار جسيمة بيولوجية، فقد لاحظ الكثيرون أن المساحات من الجلد التي تتعرض للأشعة السينية يحمر لونها وإذا زادت الجرعة فإنها تتقرح وقد تؤدي مع زيادة الجرعة التراكمية إلى ظهور أعراض سرطان الجلد بمرور الزمن، وقد يمتد ذلك إلى ما تحت الجلد كما يحدث في حالة التعرّض المباشر لمواد مشعة لفترات زمنية.

الآثار البيولوجية للإشعاع نوعان اثنان، جسدي ووراثي، الآثار الجسدية تؤثر على الأفراد مباشرة مثل فقدان الشعر، واحمرار الجلد وتقرحه، وهذه تعتمد على كمية الإشعاع والجزء المشع من الجسم وعمر المريض حيث يكون الأثر الجسدي كبيراً، كان المريض صغيراً، وأخطر الأيام التي يحدث فيها الأثر الجسدي هي أيام ما قبل الولادة، حيث يؤدي أثر الإشعاع إلى تشوّه الأجنة في بعض فترات الحمل.



أما الآثار الوراثية فقد تكون على الخلايا الوراثية التي تؤثر في أجيال قادمة وذلك عندما يسقط الإشعاع في عملية التشعيع على الخلايا الوراثية ولذلك ينصح باستخدام أقنعة واقية للغدة التناسلية عند إجراء التشعيع كلما أمكن، كما أن مفهوم الجرعة الوراثية الإنجابية يكون ضيّقا جداً وهذه الجرعة توضح متى يكون الشخص أباً لأجيال تالية، فمثلاً السيدات فوق 50 عاماً فرصتهم في الإنجاب قليلة وبالتالي فإن مساهمتهن في الزيادة السكانية قليلة وعلى العكس من ذلك في حالة الأطفال وصغار السن.

أثناء العلاج بالإشعاع تظهر آثار جانبية معظمها يكون جسدياً منها: احمرار الجلد، وتساقط الشعر، والتقرّح، وتليّف الرئة، وتخرّم الأنسجة، ونقصان كريات الدم البيضاء، وحدوث قتامة في عدسة العين. وأسوأ ما يمكن أن يحدث من الآثار الجسدية البيولوجية هو وضع بذور السرطان في الجسم من أثر الإشعاع.

وقد وجد أن أنواعاً كثيرة من السرطانات تحدث وليس فقط سرطان الجلد، فعلاج الغدة الدرقية غير الآمن يصيبها بالسرطان، والإشعاع الموجه إلى مواد النمو في الدم يسبب سرطان الدم، وعلاج الأطفال بالأشعة السينية الذين تضخمت عندهم الغدة الصماء وجد أن بعضهم عند بلوغهم سن الشباب يكون مصاباً بسرطان الغدة الدرقية المجاورة للغدة الصماء في أسفل الرقبة، وقد وجد أنه تم اكتشاف 177 حالة سرطان دم من آثار الانفجار النووي في هيروشيما وناجازاكي، وسرطان الثدي يمكن أن تسببه الأشعة المؤينة أيضاً.

* أستاذ مساعد بقسم الفيزياء - كلية العلوم - جامعة البحرين