"خلاص فش.. ماما الولد حطلي".. الفرق بين الصرختين ثوان معدودات، إلا أن الفارق بينهما كبير.

طابور للحصول على الطعام



هي كلمات نطقها طفل فلسطيني من غزة، لا علاقة له بالحرب الدائرة فيها إلا أنها جوعته. وبينما كان واقفاً في الطابور بانتظار المساعدات، تفاجأ بأن الحلل فرغت والمساعدات وزّعت.

فما كان من ذاك الصبي الذي اغرورقت عيناه دموعاً، إلا أن يمشي حزناً ويتمتم: "خلاص .. فش"، في إشارة منه إلى أن الطعام لم يعد موجوداً، وبأنه لم يستطع الحصول على نصيبه.

إلا أن "ولاد الحلال كتار"، كما يقال بالمثل الشعبي المعروف، حيث انتبه أحد الأولاد لما حلّ بالصغير فبادر فوراً لمشاركة قسم من طعامه معه.

وما إن سكب للطفل قسطاً، حتى هرع الصغير مسرعاً إلى خيمة أمه يناديها فرحاً: "ماما الولد حطلي"، في إشارة منه إلى أنه استطاع الحصول على قليل من الطعام يسد الرمق.



"المجاعة قريبة"

هي حال أطفال غزة بعد 82 يوماً على الحرب، ووسط مطالبات وزارة الخارجية الفلسطينية الأمم المتحدة، بالإعلان رسميا بأن القطاع المحاصر يعاني مجاعة تهدد مواطنيه بالموت بسبب "حرب الإبادة والحصار".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" حذرت من أن خطر الموت من الجوع أصبح "حقيقيا" في غزة.

وأوضحت "يونيسف" أيضا أن الأطفال والأسر يواجهون العنف والحرمان، داعية إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل سريع وآمن من دون عوائق.

وقالت إن أكثر من 80% من الأطفال في قطاع غزة يعانون فقرا غذائيا حادا، وذلك في ظل ما يعانيه القطاع من حرب وحصار على مدار نحو 80 يوما.

إلى ذلك، لم يطل في الأفق أي أمل لإنهاء قريب لحرب بلغت حصيلتها أكثر من 20 ألف قتيل فلسطيني في أحدث إحصائية حتى الآن.