حرب المناصب في إيران تستعر بمعسكر المتشددين الذي ينحدر منه الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، في تطورات تعري حقيقة نظام قائم على المحاصصة.

فما أن انتهت الانتخابات الرئاسية في إيران وبدأت عملية تقاسم المناصب بين معسكر التيار المتشدد حتى دبت الخلافات، حيث هاجمت "جبهة الصمود والثبات" ـ أحد أقوى الأحزاب السياسية المتشددة في البلاد، اليوم الخميس، الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي بسبب اختياره رجل الدين إسماعيل خطيب لتولي وزارة الأمن والاستخبارات.

وسبق أن أعلنت الجماعة دعمها لرئيسي في الانتخابات الرئاسية المقامة في يونيو/حزيران الماضي، وذلك عقب إنسحاب مرشحها المتشدد سعيد جليلي.



وذكرت تقارير إعلامية سابقة أن النائب عن هذه الجماعة، نصر الله بيجمان، أحد المرشحين لتولي وزارة الأمن والاستخبارات في حكومة رئيسي.

وقال عضو اللجنة المركزية لجبهة الثبات والصمود، قاسم روانبخش، في رسالة بعثها إلى رئيسي ونشرها موقع "جماران نيوز" الإيراني: "يشاع أنه بالنسبة لوزارة الأمن والاستخبارات التي تعد من الوزارات المهمة والرئيسية، فقد رشحتم شخصًا اسمه إسماعيل خطيب، وهذه الوزارة مهمة واستراتيجية، ويمكن أن تلعب دورًا مهمًا في نجاح وفشل حكومتك".

وأضاف روانبخش: "بحسب الخبرة الطويلة للمرشح إسماعيل خطيب في إدارة وزارة الاستخبارات في قم وسط إيران، وسجله السابق بالتيار الثوري بالمحافظة، لا نعتبره مناسبًا لهذا المنصب المهم".

وتابع: "كما قال البعض إن أحد المرشحين الآخرين لتولي وزارة الأمن والاستخبارات هو علي عبد اللهي، المدعي السابق لمحكمة رجال الدين في طهران، وهو أيضاً شخص غير مناسب لهذه الوزارة؛ لأنه أحد رجال المرشح الحالي إسماعيل خطيب في السلطة القضائية".

وحث القيادي في جبهة الصمود والثبات المتشددة التي تستحوذ على عدد كبير من مقاعد البرلمان الإيراني الحالي، رئيسي على ضرورة التشاور معها لاختيار مرشح جديد لوزارة الأمن والاستخبارات.

والثلاثاء الماضي، أرسل رئيسي إلى البرلمان قائمة بأسماء تشكيلة حكومته، فيما قال نائب رئيس المؤسسة التشريعية، علي نيكزاد، إنه سيتم الإعلان عن قائمة الوزراء التي اقترحها رئيسي السبت المقبل