لاشك في أن مفهوم مصطلح «حصان طروادة» ينذرنا بأن هناك خطراً أو عرضاً ما يحيط بنا. وإن كان الحصان الخشبي المجوّف الذي صُنّع من قبل النجار الإغريقي بهدف احتلال مدينة طروادة دخل من بابها الرئيسي فإن للأسف أبناءنا وشبابنا وحتى شُيّابنا أصبحوا مخترقين من كل حدب وصوب، إما من خلال الأفكار الهدامة والآراء اليسارية أو الثقافات التي لا تتآلف مع الفطرة الإنسانية أو ما يسعى إلى التحريض إلى التخلي عن مبادئ العقيدة والدين، أو ما يحرص على تسويق التفاهات أو التحريض من خلال الخلطة المنوعة من برامج تواصل اجتماعي. وإذا أقفلنا بأي برامج التواصل الاجتماعي نجد أنفسنا محاصرين من خلال البرامج التلفزيونية والتي تكون بحلقات مطولة وذلك لضمان فعاليتها وتتمكّن من تحقيق هدفها بغسل أدمغة من يشاهدها ويتأثر بها، حيث تسعى جاهدة وبكل ما أوتي بعض المنتجين والممثلين من قوة إلى تحطيم القيم والمبادئ التي يجب أن نعمل بها، وذلك من خلال تحليل ما حرّم الله عز وجل وتحريم ما يجب أن يُأخذ به ووضعه في خانة الطراز القديم والفكر الأصيل فكراً رجعياً يجب أن نستعِر ونتخلص منه.

عندما أتأمل المشهد من قريب أشعر بخوف كبير وأن أجد شبابنا يبعدون رويداً رويداً عن سفينة نوح. لذا فإنني أوجه ندائي هذا إلى كافة الجهات التي تُعنى بالشباب أن تستثمر جهودهم وطاقاتهم بالشكل الإيجابي الذي يعود بالنفع لهم ولبلدهم وأيضاً على المعنيين بأمور شبكات الاتصال أن يتم تصفية وتنقية ما يُسوَّق إلينا من برامج لا تشبه مجتمعنا ولا تنسجم مع تعاليم ديننا الحنيف.

فإن كان الحصان الإغريقي له هدف واحد فإن تلك السياسات التسويقية المرئية والسمعية والفكرية لها أهداف متفرقة للتفرقة والتفكيك والتعدين فوجب درء مخاطرها.