مثلما تنشط أسواق المواد الغذائية استعداداً لرمضان ومؤونته يفرض العيد كذلك على أرباب الأسر توفير الملابس والأحذية والغتر والقحافي والجوارب والملابس الداخلية للأولاد والبنات الصغار والكبار، وخاصةً والد ووالدة وزوجة رب الأسرة، والجد والجدة إذا طال بهما العمر وبعض أرباب الأسر الذين أنعم الله عليهم بالمال والكرم والتصدق، يكسون العاملات وأولادهم مثل كسوة أهليهم، تقرباً لله تعالى، وهم كثر في البحرين خاصةً من لديهم يتيم في البيت.

فترى سوق البزازين والخياطين من الجنسين وصانعي النعل والأحذية في شغل شاغل، وللعلم إن للخرازين سوقا خاصا أو قسما من السوق الكبير يزاولون عملهم فيه أيام زمان، وكذلك للحلاقين.

والبعض قد يتراخى ويسوِّف، ويضيق عليه الوقت فإذا قصد صاحب حرفة من الحرف المطلوبة، أجابهُ الصانع "ما عندي وقت"، فينصرف وهو يضرب كفاً بكف ندماً. وقد يقصد السوق في عجل ويريد تفصيل ثوب لابنهِ، لكنه نسي أن يصحب ابنهُ معهُ، فيأسف، ويلتفت يمنةً ويسرة، عله يجد صبياً في عمر ابنه وتكوينه الجسدي فينادي ذلك الولد، ويقول للخياط "فصِّل صوب يناسب هذا الولد"؟، وقد وقعت لي حادثة مثل ذلك، وجئت للبيت وقلت لوالدتي القصة، فقالت "أكيد من العجلة نسي ابنه في البيت والثوب ليس لك"! ويجب أن أذكر الجميع بزكاة الفطر التي هي فرض مؤكد، وعليكم تحري وقتها ووزنها من الأغذية الغالبة من قوتنا، وقد جوز بعض الفقهاء إخراجها نقداً، وعساكم من عواده سنين بالصحة والعافية وطول العمر.