أكد معالي السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب، رئيس اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية، أن مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبدعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، تعتز وتفتخر بإرثها الحضاري والإنساني، وتنوعها الثقافي والديني، مشيرًا إلى أن المملكة اتخذت خطوات رائدة وفق ممارسات عصرية لتأصيل قيم التعايش والسلام، تمثلت في (إعلان مملكة البحرين)، ومبادرات مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، والعديد من المشاريع والمبادرات في كافة المسارات.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رئيس مجلس النواب أمام المناقشة العامة للمؤتمر البرلماني لحوار الأديان، التي حملت عنوان (البرلمانات والزعماء الدينيون: تعزيز الحوار والعمل معًا من أجل مستقبلنا المشترك)، والمنعقد في مدينة مراكش بالمملكة المغربية الشقيقة، بتنظيمٍ من الاتحاد البرلماني الدولي، والبرلمان المغربي بالتعاون مع منظمة الأديان من أجل السلام، وبدعم من تحالف الأمم المتحدة للحضارات، والرابطة المحمدية للعلماء.



واستذكر رئيس المجلس في كلمته استضافةَ مملكة البحرين، في شهر مارس الماضي أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في دورتها 146 والاجتماعات المصاحبة برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، التي تكللت بتوجيه جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه رسالة رفيعة عبر كلمته السامية دعا فيها إلى العمل المشترك من أجل ترسيخ العدالة وسيادة القانون، وفق تشريعات عصرية تتوافق مع المواثيق الحقوقية الدولية.

كما أشار إلى دعوة جلالة الملك المعظم إلى إقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها، ومنع إساءة استغلال الحريات والمنصات الإعلامية والرقمية في ازدراء الأديان أو التحريض على التعصب والتطرف والإرهاب، والعمل الجماعي على نشر ثقافة السلام والتفاهم وقبول الآخر، وتعزيز عُرى التآخي والصداقة بين الأمم، وإدماج هذه القيم وتعميمها في المناهج التعليمية والأنشطة المتعددة، استرشاداً بمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ودعوة الأديان كافة إلى التسامح والمحبة.

وحول أهمية الحوار بين الأديان في تعميق قيم التآخي والتعايش، قال المسلم "إن العالم اليوم يحتاج إلى المزيد من التعاون والتكاتف والعمل المشترك، من أجل تعزيز قيم ومبادئ السلام والتعايش، ونشر ثقافة التسامح والحوار، بين الشعوب، فما تشهده بعض المناطق والمجتمعات، من نزاعات وأزمات، تفتقد لصوت العقل والحكمة، وتتصدر منابرها خطابات الكراهية والتحريض، وينتج عنها التطرف والتعصب والإرهاب، يكون ضحيتها الإنسان، والأمل، والمستقبل". وأوضح النتائج التي يمكن أن يحققها حوار الأديان في ضمان سيادة القانون وتعزيز السلام والتعايش، مؤكدًا ضرورة السعي الحثيث لتحقيق التعاون البنّاء بين المجالس التشريعية، ورجال الدين وممثلي المجتمع المدني، لمواجهة التحديات المشتركة، وصولاً لنتائج ومعالجات أكثر فاعلية، تترجم الآمال والتطلعات، إلى واقع ملموس، ينعم به العالم أجمع.

كما نقل رئيس مجلس النواب للمشاركين تحياتِ حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وتمنياته الصادقة بالنجاح والتوفيق للمؤتمر.

وفي ختام كلمته، تقدم المسلم باسم وفد الشعبة البرلمانية لمملكة البحرين، بخالص الشكر والتقدير إلى المملكة المغربية الشقيقة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة، وإلى البرلمان المغربي، على كرم الضيافة، وحسن التنظيم لهذا المؤتمر، واسهاماتها المتميزة في التعاون البنّاء بين البرلمانيين، وممثلي الأديان والمعتقدات.